اتَّبع النبي لأفعاله الكريمة
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال : (إنَّ عليَّاً صاحب رجلاً ذِميَّاً في طريق ، فقال له : (الذِّمِّي أين تُريد يا عبد الله ؟) .
قال : أُريد الكوفة .
فلمَّا عدل الطريق بالذِّمِّي عدل معه عليٌّ ، فقال الذِّمِّي له : أليس زعمت تُريد الكوفة ؟!
قال : (بلى) .
قال الذِّمِّي : فقد تركت الطريق .
قال عليٌّ (عليه السلام) : (قد علمت) .
فقال له : فلم عدلت معي وقد علمت ذلك ؟!
فقال له علي : (هذا مِن تمام حُسن الصُّحبة أنْ يُشيِّع الرجل صاحبه هنيئة إذا فارقه ، وكذلك أمرنا نبيُّنا) .
فقال له : هكذا أمركم ؟!
قال : (نعم) .
فقال الذِّمِّي : لا جَرَم ، أنَّما اتَّبعه مَن تبعه لأفعاله الكريمة ، وأنا أُشهدك أنِّي على دينك ، فرجع الذِّمِّي مع عليٍّ ، فلمَّا عرفه أسلم [1] .
[1] شرح مكارم الأخلاق ، ج2 .