قال الباجي- (رحمه اللّه)-: معنى ذلك أنه هو الذي يفعل فعلا يستدل به على ما هو دليل عليه، و قد يكون هذا فيمن قصد الدلالة بذلك الفعل و فيمن لم يقصد ذلك، كاللصوص يستدل على مكانهم بآثارهم فيسمى فاعل ذلك الأثر دالا في الحقيقة، فقد يوصل بالفعل من لم يوجد باختياره، فيقال لمن يعلم علم ضرورة: عالم، و اللّه أعلم و أحكم [3].
و قال الإمام أحمد [4] رضي اللّه عنه: قواعد الإسلام أربع: دال، و دليل و مبين، و مستدل.
فالدال: هو اللّه تعالى، و الدليل: هو القرآن، و المبين: هو الرسول (صلى اللّه عليه و سلّم)، قال اللّه تعالى: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ[5]، و المستدل: هم ذوو العلم و أولوا الألباب، الذين أجمع المسلمون على هدايتهم و درايتهم.
171- الدال بالإشارة:
الدال بالإشارة [6]: هو اللفظ الدال على معنى لم يكن اللفظ مسوقا له
[1] تقريب الوصول ص 57، شرح الكوكب المنير 2/ 21 شرح تنقيح الفصول ص 97.