responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 97

و نقصد بالنواميس النفسية تلك العواطف أو الانفعالات أو الأسس النفسية التي تصاحب سلطان مبدأ أو سيطرة زعيم و التي تمكّن للمبادئ أو تزعزع سلطانها و تحد من قدرتها و التي تظهر في الأفراد أو في الجماعات حين تلم بها الأحداث أو تزعجها صروف الزمان و ذلك من أمثال العجب الشديد و الحرص على المعتقد القديم الباديين في قوله تعالى وَ عَجِبُوا أَنْ جََاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَ قََالَ اَلْكََافِرُونَ هََذََا سََاحِرٌ كَذََّابٌ*`أَ جَعَلَ اَلْآلِهَةَ إِلََهاً وََاحِداً إِنَّ هََذََا لَشَيْ‌ءٌ عُجََابٌ*`وَ اِنْطَلَقَ اَلْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ اِمْشُوا وَ اِصْبِرُوا عَلى‌ََ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هََذََا لَشَيْ‌ءٌ يُرََادُ [1] .

و من أمثال الخوف الشديد على المعتقد و حياته و محبة التخلّص من المعارضين الواضحين في قوله تعالى‌ وَ قََالَ نُوحٌ رَبِّ لاََ تَذَرْ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْكََافِرِينَ دَيََّاراً*`إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبََادَكَ وَ لاََ يَلِدُوا إِلاََّ فََاجِراً كَفََّاراً [2] .

و من أمثال التضحية في سبيل المعتقد بالنفس و النفيس حتى ليصل الحال إلى التهديد بالقتل و التعذيب بالصلب مما سنعرضه عليك مفصّلا في هذا الفصل إن شاء اللّه.

و قبل أن أبدأ بتسجيل ما وقفت عليه من ظواهر نفسية و اجتماعية أخبرك بأني قد جمعت بين اللونين من النواميس في فصل واحد لأن القصص القرآني قد وحّد بينهما في كثير من الأحيان و لأني أريد أن أرتّب هذه النواميس أو تلك الأسس حسب مقتضيات الزمان من حيث ظهورها في ميدان الدعوات.

على أن هناك أمرا آخر هو أن النواميس الاجتماعية نفسها لا تفهم و لا يمكن تتبّع ظواهرها إلا على أساس نفسي و من هنا أيضا أحسست بأن هذا الجمع مرغوب فيه و أن الاعتراض عليه ليس بذي بال.

و نبدأ الآن بتسجيل هذه الظواهر و نبدأ منها بالحديث عن الأشخاص.


[1] سورة ص، الآيات 4-6.

[2] سورة نوح، الآيتان 26-27.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 97
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست