responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 496

توزيع العناصر القصصية أي هندسة القصة و كيف أنه (التوزيع) اتّبع الظروف و المناسبات و تأثّر لحد كبير بتدرّج الدعوة الإسلامية و ترقّيها و كذلك كشف عن مذهب القرآن الكريم في رسم الأشخاص و الأحداث و إدارة الحوار و كيف جعل عنصرا واحدا من الأحداث و الأشخاص محورا دارت حوله أكثر القصص.

و كذلك كشف عن العوامل النفسية التي كان يقيم عليها القرآن أسس الاستهواء و عن النواميس الاجتماعية التي كان يرجع إليها القرآن السبب في قوة الدعوة الإسلامية و في صحتها و سلامتها.

الآخر: الانتهاء من الدرس إلى قاعدة أو نظرية فسّرت مواقف الكفرة و المشركين من القصص القرآني و حلّت المشكلات العديدة التي وقف عندها المفسّرون ثم ردّت اعتراضات المستشرقين و أضرابهم من الزنادقة و الملاحدة و كل طاعن على النبي و القرآن.

يتأسس تفسير المشركين على ما قال به الرازي و النيسابوري عند ما فسّر كل منهما الآية الكريمة بَلْ كَذَّبُوا بِمََا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَ لَمََّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ [1] من سورة يونس و هو الذي يتمحور على التقرير بأنهم حبسوا نظرهم في هيكل القصة و جسم الحكاية و بذلك عجزوا عن رؤية الجوهر: التوجيهات الدينية و الخلقية و الأسس النفسية و النواميس الاجتماعية و لو أنهم التفتوا إليها و لم يقفوا عند الأحداث و الأخبار من حيث هي تاريخ لما عارضوا القرآن بالقصص التاريخي و لما ادّعوا أنه أساطير الأولين و لأدركوا أن القص القرآني لم يؤم إلا إلى التوجيهات الدينية و الخلقية و تقرير دعوة الإسلام و ابتناء هذا التقرير على الأسس النفسية و النواميس الاجتماعية و آنذاك كانوا سوف يقرّون حتما بأنه وحي أنزله الحكيم المجيد.

إن حل المشكلات التي اعترضت المفسّرين يقوم على المذهب الذي لفت الذهن إليه الأستاذ الإمام محمد عبده عند ما فسّر قصص آدم و هاروت و ماروت التي حملتها سورة البقرة و الذي يقرّر أن القصص القرآني يصح فهمه بلاغيا و لا يجوز فهمه فهما تاريخيا كما كان يفعل المؤرخون في العديد من المواقف و به يحلّون المشكلات مثل


[1] سورة يونس، الآية 39.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 496
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست