responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 489

معرض صور و آراء و أنها تخلو من المقدمات و النتائج و أنها تركيز على الأحداث و تصويرها بهيئة تهز النفوس و تستثير العواطف أما الآراء فهي تذكر لكي تحتل مكانها من القلب و في طوايا الفؤاد.

و لكن ما الذي ترسمه قصص هذا الدور؟

الصراع بين النبي-عليه السلام-و أهل الكتاب و نضيف أن هذا أمر طبيعي لوجود اليهود بكثافة في أثرب و كذا ما نزل باليهود من مكر و كيد و ما أنزله بهم فرعون من عذاب و أيضا الجدل الذي دار حول عيسى بين النبي عليه السلام و أهل الكتاب و أنه ابن مريم و ليس ابن اللّه و أنه لم يصلب و لم يقتل و لكن شبّه لهم. و نحن نضيف بأننا في هذه الفقرة نذكّر بما دار من حوار بين محمد و بين رؤساء وفد نصارى نجران الذي أوشك أن يؤدي إلى المباهلة لو لا تراجع الأخيرين عنها خوفا من حلول لعنة السماء بهم و بداهة دار الجدل العنيف حول المسيح و مما يؤسف له أن كتب السيرة لم تدوّن تلك المحاورات و بذلك ضاعت ثروة فكرية دينية شديدة الثمانة بل لا تقدّر قيمتها و يرى الباحث أن خير ما يمثل تلك الألوان قصة موسى عليه السلام في سورة البقرة و قصة عيسى عليه السلام في سورة آل عمران.

و قبل ختام هذا الفصل يذكر أنه لاحظ وجود قصص في هذا الطور تصوّر أحداثا إنما ليس بقصد استثارة الانفعالات و العواطف خاصة التي ترعب إنما تصوّر الأحداث كأنها التجارب البشرية التي أخذت مكانها في الحياة و كان القصد هو استقرار الفكرة في النفوس و إزالة الغرابة التي تحسها العقول أما موضوعاتها فأكثرها دار حول البعث مثل قصة إبراهيم و الطير و الذي مرّ على قرية خاوية على عروشها و القصتان وردتا في سورة البقرة.

إن الفقرة الأخيرة التي أوردها خلف اللّه تعتبر لمحة سريعة بل خاطفة لبيان إختلاف قصص الطورين المكي و المدني و تمايز أو تباين أسلوبهما و هي فقرة سريعة هرول فيها هرولة ظاهرة على هذه النقطة بالغة الخطورة و التي سبق أن أوردنا بشأنها رأي عدد من الدارسين أو الباحثين و منهم مستشرقون و كان حريا بالمؤلف ألا يفعل ذلك، و أن يوفي هذه النقطة ما تستحقه من بحث و تنقيب و أن يعرج على ذلك الرأي الذي أوردناه و أن يصعّب عليه إما بالتأييد أو التفنيد و في كلتا الحالتين كان يتعين عليه أن يأتي بحججه. و هو إذ لم يفعل شيئا من ذلك فإن هذا في رأينا قد خدش القيمة العلمية للأطروحة أو الكتاب.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 489
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست