responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 442

نخلص من ذلك إلى أن خلف اللّه-و هذا ما سبق أن شدّدنا الانتباه إليه-كانت تعوزه الدقة في صياغة التعريفات و أن ملكة وضع الحدود للأفكار و الآراء التي يطرحها كانت ضعيفة و نحن نرجع ذلك إلى حداثة سنه نسبيا عند كتابة هذه الأطروحة أو تأليف هذا الكتاب، لأننا لاحظنا أنه قد تلافى ذلك في المؤلفات التي كتبها عند ما تقدّم به العمر و غزر فكره و تعمّقت ثقافته و تراكمت تجاربه.

بقيت كلمة سريعة عن ما أسماه الباحث (الوظيفة الاجتماعية) التي أضافها إلى مقاصد القصة و وضعها إلى جانبها أو بجوارها مما يعني أنها شي‌ء مستقل عنها و ذكر أن الفنون جميعها تؤديها و في مقدّمها الأدب و ذكر عمليتي الإيحاء و الإفاضة و أن الرازي له فضل عليه إذ دلّه عليها و أن القرآن لفت الذهن إليها حين تحدّث عن أثر الأقوال في النفوس... إلخ. إذ معنى ذلك أن الوظيفة الاجتماعية عند الباحث مرتبطة بالأقوال البليغة و العبارات الفصيحة و الجمل الطليقة التي تحرّك الوجدان و تستثير العاطفة و تؤثّر على المشاعر و تستفز الأحاسيس... إلخ. و بمعنى آخر أن الوظيفة الاجتماعية في نظره انحصرت في بلاغة القول و ذلاقة اللسان و طلاقة الخطاب إلخ. و هذا في رأينا تضييق شديد لدائرة الوظيفة و تحجير لواسعها و تحديد لمجالها و تضمير لكنهها و تهزيل لمهمتها و تقصير لمأموريتها فضلا عن أنه يخالف المبادئ الأولى لعلم الاجتماع و الذي لا شك فيه أنه تأثر في ذلك بدراساته اللغوية. ذلك أن الوظيفة الاجتماعية لا تنبني على الأقوال و التعبيرات و التراكيب... إلخ. إنما هي تدور و تتمحور على تغيير الظروف المادية لأي مجتمع و خاصة للبنى التحتية... بيد أن العذر الذي قد يشفع لخلف اللّه هذه الكبوة صغر سنّه النسبي عند وضع هذه الرسالة أو تأليف هذا الكتاب.

هذا من جانب، و من جانب آخر طبيعة الأطروحة ذاتها و القسم الذي قدّمت إليه قسم اللغة العربية-لا قسم الاجتماع و الموضوع أو المادة التي تناولها و الذي أو التي-إلى حد كبير لكن ليس شاملا-فرض بصماته على الباحث.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 442
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست