responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 326

326

أَسْلَمََا وَ تَلَّهُ لِلْجَبِينِ*`وَ نََادَيْنََاهُ أَنْ يََا إِبْرََاهِيمُ*`قَدْ صَدَّقْتَ اَلرُّؤْيََا إِنََّا كَذََلِكَ نَجْزِي اَلْمُحْسِنِينَ* `إِنَّ هََذََا لَهُوَ اَلْبَلاََءُ اَلْمُبِينُ*`وَ فَدَيْنََاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ*`وَ تَرَكْنََا عَلَيْهِ فِي اَلْآخِرِينَ [1] .

و هو واضح كل الوضوح في قصة يوسف و سنتناولها بالتحليل في القريب العاجل إن شاء اللّه.

خامسا-المناجاة

و من العناصر الفنية في القصص و التي وجدت قليلا في القصص القرآني عنصر المناجاة، و هو في القرآن يأتي على صورة مغايرة لتلك التي يأتي بها في أغلب القصص الأدبي، حيث يقوم على مناجاة الشخص لنفسه ليسمعه غيره، و لكنه يأتي في القرآن كما يأتي في بعض القصص المسرحي الغربي كقصة «قلوب سعيدة» مثلا، إذ ترى البطلة فيها تتوجه إلى صورة العذراء ضارعة داعية و نحس نحن، كما تحس البطلة، بأن هذا الدعاء قد قبل، و أن اللّه قد استجاب. كما نحس بأن هذه العبارات تكاد تكون تقليدية بما فيها من ألفاظ قد ألفت في مثل هذه المواطن. و قد حملت بالعواطف الدينية القوية، تلك التي تدفع بسريان الشعور الديني بين النظارة و المتفرّجين.

و المناجاة في القرآن تأتي على هذه الصورة، فيتوجّه النبي عليه السلام إلى خالقه و يتوسّل إليه أن يستجيب لدعائه. و هذا موجود في قصة نوح حين دعا على قومه فقال رَبِّ لاََ تَذَرْ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْكََافِرِينَ دَيََّاراً*`إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبََادَكَ وَ لاََ يَلِدُوا إِلاََّ فََاجِراً كَفََّاراً*`رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ لِوََالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنََاتِ وَ لاََ تَزِدِ اَلظََّالِمِينَ إِلاََّ تَبََاراً [2] . و في قصة إبراهيم: وَ إِذْ قََالَ إِبْرََاهِيمُ رَبِّ اِجْعَلْ هَذَا اَلْبَلَدَ آمِناً وَ اُجْنُبْنِي وَ بَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ اَلْأَصْنََامَ*`رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ اَلنََّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَ مَنْ عَصََانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ*`رَبَّنََا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوََادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ اَلْمُحَرَّمِ رَبَّنََا لِيُقِيمُوا اَلصَّلاََةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ اَلنََّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَ اُرْزُقْهُمْ مِنَ اَلثَّمَرََاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ*


[1] سورة الصافات، الآيات 99-108.

[2] سورة نوح، الآيات 26-28.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست