responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 226

و إذا كنا قد جعلنا من النوع الأول دراسة القيم فإننا قد جعلنا من النوع الثاني دراسة المقاصد و الأغراض.

و نحدد الوضع فنقول إن الغرض هنا هو المقصد الذي من أجله نزلت القصة القرآنية و هو الذي من أجله بنيت على صورة خاصة و عرضت بأسلوب خاص.

و إلى جانب هذه الأغراض على هذا الوضع توجد الوظيفة الاجتماعية التي تؤديها القصة في المجتمع و تخدم بها الحياة و الأحياء و هي وظيفة تؤديها جميع الفنون من موسيقى و نحت و تصوير... إلخ.

هذه الوظيفة نستطيع أن نعدها غرضا عاما للقصة أدته في المجتمع العربي على إختلاف نحله و ألوانه و على ما فيه من مؤيدين و معارضين.

هذه الوظيفة التي تؤديها الفنون جميعها و منها الأدب تنتهي عند عمليتي الإيحاء و الإفاضة فتلك وظيفتها الاجتماعية و ذلك هو دورها الذي تلعبه في الحياة. و يستوي في هذين-الإيحاء و الإفاضة-الخالق المبدع و المشاهد المستمع و إن وقف دور الأول في الغالب عند عملية الإفاضة ذلك لأن الحياة نفسها هي التي تقوم بدور الإيحاء.

و قد يكون من فضل الرازي علينا أن نذكر له هنا صنيعه الحسن في دلالته على وجود هذه الوظيفة الاجتماعية للفنون جميعها في القصة القرآنية. حتى لقد كرر الحديث عن هذه الوظيفة كما هي عادته في كثير من المواقف و نستطيع أن ننقل هنا بعض حديثه الذي ذكره عند تفسيره لقصة نوح من سورة يونس فقد قال رحمه اللّه «و ثانيها ليكون للرسول عليه الصلاة و السلام و لأصحابه أسوة بمن سلف من الأنبياء فإن الرسول إذا سمع أن معاملة هؤلاء الكفار مع كل الرسل ما كانت إلا على هذا الوجه خف ذلك على قلبه كما يقال المصيبة إذا عمّت خفّت.

و ثالثها: أن الكفار إذا سمعوا هذه القصص و علموا أن الجهّال و إن بالغوا في إيذاء الأنبياء المتقدمين إلا أن اللّه تعالى أعانهم و نصرهم و أيّدهم و قهر أعداءهم كان سماع هؤلاء الكفّار لأمثال هذه القصص سببا لانكسار قلوبهم و وقوع الوجل في صدورهم و حينئذ يقلّلون من أنواع الإيذاء و السفاهة» [1] .


[1] التفسير الكبير، جـ 5، ص 15.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 226
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست