responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 224

إن هذه الأجزاء نزلت عند ما نزلت لا على أنها تكميل لقصة سابقة بل نزلت لأغراض مختلفة باختلاف الظروف و المناسبات و من هنا بنيت بناية مستقلة لتحقيق القصد من إيرادها.

ثم إن هناك سببا آخر هو هذا التكرار الكثير لأقاصيص بعض الأنبياء عليهم السلام و نستطيع أن نأخذ قصة لوط مثلا أو قصة شعيب أو قصة صالح و أن تفكر فيها من حيث توزيع هذه الأجزاء فستجد أن الكلام لا يستقيم لأن الأحداث هي الأحداث و الأشخاص هم الأشخاص في كل قصة و في كل مكان و لن يسلمك هذا إلى القول بتوزيع الأجزاء في هذه المواطن بحال من الأحوال.

إن المنهج السديد فيما نعتقد هو أن ننظر إلى هذه الأقاصيص على أنها أقاصيص مستقلة و ليست من قبيل الأجزاء فهي عرض أدبي للحادث تختلف ألوانه باختلاف أغراضه. كما يكون الشخص التاريخي الواحد و أحداث حياته مادة قصص متعددة تصاغ صوغا مختلفا لكشف جوانب مختلفة و معان متعددة للشخصية و أحداثها و تلك ظاهرة رقي فني كبرى قدم القرآن مثلا منها صح معها التحدي لهذا التكرار الذي لم يفهم على وجهه حتى لقد كان مما يعاب على القرآن و يلتمس له الوجه و يطلب عنه الرد فيختلف في ذلك القدماء و المحدثون و لا يكادون يتّفقون على الوجه الفني له بل يلتمسون لذلك أشياء وراء الصوغ البلاغي و النظم الأدبي و النسج الفني. و لو جعلوا هذا وجه الرأي في تلك القصص و تنوّعها لكان وجها من الصواب في فهم القرآن الكريم و إعجازه و إنه لوجه نسأل اللّه له ذيوعا و به مثوبة.

و في ختام هذا الفصل نستطيع أن نقول إن هذا الموقف هو الذي يتّفق و القاعدة الأصولية و هو الذي يجري و صنيع القرآن المنسّق في المجمع بين الأقاصيص المختلفة في السورة الواحدة و في الجري على طريقة واحدة في بنائها و تركيبها وفاء بما اتّحد فيها من المقاصد و الأغراض.

و نعتقد أن المسألة بعد كل هذا أبين من أن تسبّب لبسا و أسمى من أن تكون مبعث اشتباه فلنتركها إلى الحديث عن شي‌ء آخر هو الموضوعات و الأغراض.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست