responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 212

هؤلاء الدارسين إلى اعتقاد أن الشخصية القصصية في القصص القرآني ليست إلا الشخصية التاريخية و أن هذه الأخيرة هي كل شي‌ء في القصص القرآني. فهي الأساس الذي تبنى عليه القصة و هي المحور الذي تدور حوله و تستند إليه بقية العناصر ثم هي العنصر المبين للوحدة القصصية و المميز لقصة قرآنية عن أخرى غير قرآنية.

و نحن في هذا الموقف لا نريد الحديث عن العناصر القصصية و كيفية توزيعها في القصة القرآنية و لا عن الشخصية و كيف أن القرآن كان يجعلها العنصر الأول حين يقصد إلى الإنذار و لا عن الحوار و كيف أن القرآن كان يجعله العنصر الأول حين يقصد إلى الرد على المعارضة و إلى شرح مبادئ الدعوة الإسلامية. لا نريد الحديث عن شي‌ء من هذا لأن لهذه المسائل جميعها محلها من البحث في فصل خاص بها هو فصل العناصر القصصية.

إننا نريد في هذا الموقف الحديث عن الوحدة القصصية عن الأساس الذي نميّز به في القرآن قصة عن قصة. عن الأساس الذي يفرد القصة و يجعلها محل بحث و درس لملاحظة الظواهر ثم تفسيرها و تعليلها ثم الوقوف على ما فيها من قيم فنية و أدبية.

كان الأساس عند الدارسين قبلنا الشخصية التاريخية و من هنا كانت تسميتهم للأقاصيص القرآنية بأسماء الأنبياء و المرسلين و أسماء غيرهم من رجال التاريخ فنرى في كتبهم قصص آدم و نوح و إبراهيم و موسى و ذي القرنين. كما نرى فيها أيضا تمييزهم للأقاصيص بالصفات التي كان يطلقها القرآن الكريم على الشخصيات و من ذلك قصص كَالَّذِي مَرَّ عَلى‌ََ قَرْيَةٍ وَ هِيَ خََاوِيَةٌ عَلى‌ََ عُرُوشِهََا [1] ، و اَلَّذِي آتَيْنََاهُ آيََاتِنََا فَانْسَلَخَ مِنْهََا [2] ، و أَصْحََابَ اَلْكَهْفِ [3] و اَلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيََارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ [4] ، و أَصْحََابُ اَلْجَنَّةِ [5] و هكذا.


[1] سورة البقرة، الآية 259.

[2] سورة الأعراف، الآية 175.

[3] سورة الكهف، الآية 9.

[4] سورة البقرة، الآية 243.

[5] نفس السورة، الآية 82 و في عدة سور أخرى.

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 212
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست