responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 211

الوحدة القصصية

و النزعة التاريخية التي سيطرت على عقلية الدارسين للقصة القرآنية جعلتهم يضلّون السبيل إلى الوحدة القصصية للقصة القرآنية. ذلك لأنها جعلتهم لا يستطيعون التفرقة في سهولة و يسر و في دقة و إحكام بين صنيع المؤرّخين و صنيع الأدباء في رسم صور الشخصيات فهم لم يستطيعوا مثلا أن يتبيّنوا أنه إن كان من واجب المؤرّخ أن يرسم الصورة كما كانت عليه الشخصية في الحياة فإن من حق الأديب أن يختار من الملامح و أن يبرز من القسمات و أن يعرض من جوانب الشخصية ما يمكّنه من الوصول إلى تلك الأهداف التي قصد إليها من قص القصص. و إنّ من حقه أيضا أن يلوّن الصورة بالألوان التي تجعل الشخصية قادرة كل القدرة على القيام بذلك الدور الذي قدّر لها أن تلعبه في القصة. و من هنا لم يستطع هؤلاء الدارسون الإيمان بأن الشخصية الواحدة قد لا تتشابه صورها حين يصوّرها أدباء مختلفون أو حين يصوّرها أديب واحد في أقاصيص مختلفة.

و لعله السبب الذي من أجله عجز هؤلاء عن تفسير تلك الظاهرة في الأقاصيص القرآنية، فلقد عجز القوم عن تفسير هذه الصور التي رسمها القرآن لفرعون من مجيئه مرة في مسوح العابد و أخرى في عزة المعبود.

و عدم القدرة على التفرقة بين الصنيعين صنيع الأدباء و صنيع المؤرخين هو الذي دفع‌

اسم الکتاب : الفن القصي في القرآن الكريم المؤلف : خَلَف الله، محمد    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست