العسر البدني الذي ليس فيه حرج نفسي و لا ضرر في المال و البدن، مثل كثرة التعب الذي ليس بعده ضرر منفي في الآية الكريمة في قوله (وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)[1].
و الظاهر المستفاد عرفاً بالقرائن إرادة عدم العسر لا عدم الإرادة، و إنما ذكر الجملتين لأنّ بينهما واسطة: عسر و يسر و ما لا يكون أحدهما، فكأنه قال: لا يريد بكم العسر، فسُئل: هل يريد الأعمّ من اليسر و الواسطة؟ فقال: كلّا لا يريد الواسطة أيضاً، و إنما يريد اليُسر.
و إنما ذكر عكس الكلام و لم يقل: لا يريد بكم العسر و يريد بكم اليسر لأهمّية اليسر، و الموضوع الأهم يقدّم في الكلام، مثل (زيد شاعر) أو (الشاعر زيد)، على ما ذكروه في البلاغة.
فإذا كان أحد الثلاثة: من الضرر و العسر و الحرج فالحكم مرفوع.
نعم ذلك فيما إذا لم يسبّبه المكلف هو و إلّا أمكن عدم الرفع مثلًا ترك