responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 59

و إني أقول: إنّ حق الأمر و حقيقة هذه المسألة إنما هو عند اللّه جل و علا، و لكن هذه الأعمال و الأفعال إن صدرت من المكلف بطريق العشق الحسيني و المحبة و الوله لأبي عبد اللّه على نحو الحقيقة و الطريقة المستقيمة، و انبعثت من احتراق الفؤاد و اشتعال النيران، نيران الأحزان في الأكباد بمصاب هذا المظلوم ريحانة الرسول صلّى اللّه عليه و آله، المصاب بتلك الرزية، بحيث تكون خالية و مبرأة من جميع الشوائب و التظاهرات و الأغراض النفسانية، فلا يبعد أن يكون جائزا، بل يكون حينئذ من القربات و أجلّ العبادات.

و على هذا يحمل ما صدر من الأعمال و نظائر هذه الأفعال من أهل بيت العصمة و الطهارة عليهم السّلام، مثل ما نقل عن العقيلة الكبرى، و الصديقة الصغرى


قو لو لا شهادته لم تقم للإسلام قائمة؛ فإنّ الأحقاد القديمة من بني أمية و تلك الضغائن الخبيثة من تلك الشجرة الملعونة نهضت على محو الدين الإسلامي الذي ظهر من أسرة عريقة بالمجد و الشرف، أعني البيت الهاشمي البازغ منهم شمس الرسالة و النبوة، فلو أرخينا عنان القلم نحو الوجهة التاريخية و ما كان للأمويين من النيات الممقوتة في هدم الإسلام لخرجنا عن الغرض المقصود في هذه الرسالة و هي ترجمة الكلمات المترشحة من قلم سماحة الإمام دام ظله.

و لكن أستطيع أن أقول أيها القارئ العزيز على الإجمال: إنّ بني أمية سلكوا في سياستهم الغاشمة في هدم الإسلام و نسفه المسلك و الشرعة التي علمها لهم رئيسهم و رئيس المنافقين و الزنادقة أبو سفيان، في تلقينه لهم تعاليمه الجاهلية و نزعاته الأموية حين دخل على عثمان بعد أن ولي الخلافة و خاطبهم بكلامه المعلن بكفره و نفاقه و قال: «يا بني أمية تلقفوها تلقّف الكرة، و الذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم، و لتصيرنّ إلى صبيانكم وراثة» ، و قال لعثمان: أدرها كالكرة، و اجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك و لا أدري ما من جنة و لا نار. و أتى قبر حمزة سيد الشهداء رضى اللّه عنه فركله برجله، ثمّ قال: يا حمزة إنّ الأمر الذي كنت تقاتلنا عليه بالأمس قد ملكناه اليوم، و كنّا أحق به من تيم و عدي.

القاضي الطباطبائي‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست