responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 57

أو ميكروبات-بأي لسان شئت فعبّر-تصير بتغسيل الميت الذي بالغ الشارع فيه و حرّض الناس عليه، و أوجبه بمزج السدر و الكافور مع الماء ثلاث دفعات، و في أحاديث أهل السنة اعتبار خمس دفعات، مضمحلة و متلاشية و تزول تلك المواد و جراثيم الفساد، و عند ذلك فلا مضرة في المس أصلا.

و ليعلم أنا بهذه الاعتبارات و المناسبات لا نقدر على جعل حكم أو إنشاء أحكام واقعية، و لكن بعد أن جاء الحكم من قبل الشارع بدليل معتبر يكون واجب الاتباع، و حينئذ يمكن التعليل و بيان الحكم و المصالح و لو احتمالا بهذه الاعتبارات و لو لرفع الاستبعاد و كسر سورة الأشخاص المدعين بأنّ هذا حكم مخالف لضرورة العقل، مع أن بعد بيان تلك الشواهد و التقريبات يمكن للإنسان الجزم بحكمة هذا الحكم، و أنها عبارة عن هذه الاعتبارات و الجهات التي ذكرنا، أو ما يقرب منها.

و حقا أقول: إنّه كلما ازداد الإنسان رقيا في عقله، و تقدما في معرفته، و كان عميق الفكر، و حاد النظر، رأى دلائل باهرة، و شاهد معاجز واضحة للعترة الطاهرة عليهم السّلام، و لمذهب الإمامية ما يعبر عنه بمعجزات العلم، و هذه المعجزة من أسمى مراتب المعاجز و أوضحها و أعلاها، بل أجلى ألف مرة من معجزة شقّ القمر، و تسبيح الحصى و حنين الجذع، و ما نحن فيه من جملة تلك المعجزات العلمية.

و إنا و إن أسهبنا في الجواب و لكن المقام كان يقتضي ذلك، بل أزيد من هذا، و اختصرنا المقال بالنسبة إلى المقام، فصلوات اللّه و سلامه عليهم، و له الحمد و المنّة على ما منّ به علينا من معرفتهم و التمسك بولايتهم و الاقتباس من أنوارهم، و السلام على كافة إخواننا المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته.

في: 9-ج 2-1339 ه

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست