responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 307

عمل الآخر بوظيفته أم لا، و سواء كان الآخر موجودا أم لا، فالعين تبصر و تؤدي وظيفتها سواء كانت الاذن موجودة أم مفقودة، و سواء قامت بوظيفتها تماما أم قصرت فيها، و هكذا كل واحد من الأعضاء و الجوارح الظاهرة، أو الباطنة، مملكة مستقلة لا يرتبط أحدها بالآخر، و لا يستمد بعضها من بعض حتى القلب و إن كان هو خزانة التوزيع و التموين، و لكن المدد الأعظم و الفيض الأتم و الذي ترتبط به جميع الأعضاء حتى القلب، و لا يعمل شي‌ء منها عمله إلاّ بإشارته و بعثه، هو الدماغ الذي هو عرش النفس، و كرسيها الأعظم، فالنفس أي الروح تعطي الحس و تبث الحياة لكل الجوارح و الأعضاء و جميع الحواس الظاهرة و الباطنة، و هي تعين و تعين كل جارحة و حاسة في وظيفتها، فالعين لا تؤدي وظيفتها إلاّ بتوجه النفس إليها، و توجيهها للبصر و النظر.

أ لا ترى أنّ النفس إذا كانت مشغولة في التفكر في موضوع مهم قد يمر به شخص فلا يراه و عيناه سالمة مفتوحة، و كذا قد يتكلم بحضوره متكلم فلا يسمعه، كل ذلك لأنّ الروح منصرفة عن الحواس و الجوارح منقطعة عن إمدادها و إرفادها التي به تستطيع أداء وظيفتها.

فالروح هي كل القوى و كلّها تستمد من الروح، كما أن القوى كلها جنود تعمل لها و تقدم كل ما يتحصل لديها إلى النفس، و كل الصور المتحصلة للحواس على نحو البسط و النشر و التفصيل من الخارج كانت كامنة و متحصلة في النفس على نحو القبض و الطي و الإجمال في الداخل افاضتها النفس على الحواس إجمالا و قوة و استعدادا فأدركتها و تحصلت لديها بسطا و تفصيلا، و ارتسمت في لوحها تعينا و هوية، فكانت المعلومات الذهنية المتحصلة من الأعيان الخارجية بدأت من النفس ثمّ عادت إليها، فهي المبدأ و إليها المعاد، النفس تبسطها

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 307
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست