responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 306

و لعلني بهذه اللمحة أحسن لك التمثيل و التصوير، و أفتح لك بابا من التفكير، طالع و تطلع و انظر جسدك هذا الذي به حسّك و حياتك، و تدبر ما فيه من القوى و الحواس ظاهرة و باطنة، و ما اشتمل عليه من الجوارح و الأعضاء، تجد لكل جارحة، و لكل عضو وظيفة معينة لا يتعداها و لا يشاركه غيره فيها، فوظيفة العين مثلا النظر، و وظيفة الاذن السمع، فلا الأذن تتدخل يوما في وظيفة البصر، و لا العين تتدخل يوما بوظيفة السمع، بل كل منها ملازم لوظيفته لا يتعداها و لا يتجاوز إلى ما سواها، و هكذا جميع الأعضاء و الجوارح، بل حتى الشرايين و العروق و الأوردة و الشغاف و اللحم و الدم و العظم و القلب و الكبد و الرئة و الدماغ، بل و خلايا الدماغ، بل و كريات الدم البيض و الحمر لكل منها وظيفة معينة، و عمل خاص، لا يتجاوزه إلى غيره.

و الكل و الجميع و إن كان يعمل لغاية واحدة، و يرمي إلى هدف واحد، و هو حراسة هذه المدينة، و ترميم ما يتداعى منها، و دفع الأعداء المتهاجمين عليها لقلع قلاعها و ردم حصونها، و لكن كل واحد من أولئك العمال و الموظفين يقوم بعمله مستقلا كأنه ليس له أي ارتباط بالآخر، و لا يصده الآخر عن عمله،


قأن هذه الكلمة لم يذكرها القاضي القضاعي في كتابه «الشهاب» من كلمات رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، بل هذه الكلمة المباركة هي الكلمة السابعة من مائة كلمة التي أخرجها و اختارها كبير أئمة الأدب أبو عثمان الجاحظ من كلام أمير المؤمنين عليه السّلام.

قال الجاحظ: «إن لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب مائة كلمة، كل كلمة منها تفي بألف كلمة من محاسن كلام العرب» . أنظر مستدرك نهج البلاغة، للعلامة الكبير الشيخ هادي آل كاشف الغطاء قدّس سرّه: ص 47 ط. النجف؛ و انظر أيضا إلى هذه الكلمة الشريفة: ص 90 من ذلك الكتاب.

فظهر مما ذكرنا أنّ نسبتها إلى الرازي كذب محض، و حديث خرافة أصلا و أساسا.

القاضي الطباطبائي‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 306
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست