و عن الوصية الذهبية لفيثاغورس [1] أو ديوجانس [2] : إذا فارقت هذا البدن أصبحت سابحا في عوالم الفلك، غير عائد إلى الإنسانية، و لا قابلا للموت.
و قال آخر: من قدر على خلع جسده صعد إلى الفلك، و جوزي هناك بأحسن الجزاء، و الصعود إلى الفلك إنما هو بذلك الجسم الأثيري بحكم التناسب، فكما أنّ الجسم العنصري أخلد إلى الأرض؛ لأنه منها و يعود إليها، فكذلك الجسم الأثيري يرقى إلى الأجسام الفلكية الأثيرية؛ لأنه منها و يعود إليها.
و لا غرابة لو قال بعض العرفاء: ربما تجردت من بدني هذا، و ارتقيت إلى الأفلاك، و سمعت تسبيح الملائكة.
و كل هذه الأحوال إنما هي لهذا البدن الأثيري المثالي، لا للعنصري، و لا للروح، فإنها ترقى إلى عوالم المجردات المحضة بعد كمالها لا إلى الأجسام الفلكية و العوالم الأثيرية.
و على كل، فيغنيك الوجدان عن البرهان في إثبات تلك الأبدان، الأبدان المثالية التي هي أنت، و أنت هي، و بقاؤك به لا بهذا الجسد العنصري الذي قد
[1] -فيثاغورس: فيلسوف يوناني، كان في القرن السادس قبل الميلاد، لم يعرف عن حياته إلاّ القليل، و تعاليمه التي نقلت إلينا موضع شك، و لكن مما لا شك فيه أنه كان يقول بتناسخ الأرواح، و ينسب إليه القول بأنّ نهاية الأشياء كلها العدد. أنظر: كتاب مبادي الفلسفة:
263-264 ط 4. القاهرة.
[2] -ديوجانس (ديوژن) الكلبي، من مشاهير الحكماء في المائة الرابعة قبل الميلاد، و سمي بهذا الاسم خمسة من حكماء اليونان. أنظر: كتاب «مطرح الأنظار في تراجم أطباء الأعصار و فلاسفة الأمصار» لفيلسوف الدولة ميرزا عبد الحسين خان التبريزي رحمه اللّه: