responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 297

و عن الوصية الذهبية لفيثاغورس‌ [1] أو ديوجانس‌ [2] : إذا فارقت هذا البدن أصبحت سابحا في عوالم الفلك، غير عائد إلى الإنسانية، و لا قابلا للموت.

و قال آخر: من قدر على خلع جسده صعد إلى الفلك، و جوزي هناك بأحسن الجزاء، و الصعود إلى الفلك إنما هو بذلك الجسم الأثيري بحكم التناسب، فكما أنّ الجسم العنصري أخلد إلى الأرض؛ لأنه منها و يعود إليها، فكذلك الجسم الأثيري يرقى إلى الأجسام الفلكية الأثيرية؛ لأنه منها و يعود إليها.

و لا غرابة لو قال بعض العرفاء: ربما تجردت من بدني هذا، و ارتقيت إلى الأفلاك، و سمعت تسبيح الملائكة.

و كل هذه الأحوال إنما هي لهذا البدن الأثيري المثالي، لا للعنصري، و لا للروح، فإنها ترقى إلى عوالم المجردات المحضة بعد كمالها لا إلى الأجسام الفلكية و العوالم الأثيرية.

و على كل، فيغنيك الوجدان عن البرهان في إثبات تلك الأبدان، الأبدان المثالية التي هي أنت، و أنت هي، و بقاؤك به لا بهذا الجسد العنصري الذي قد


[1] -فيثاغورس: فيلسوف يوناني، كان في القرن السادس قبل الميلاد، لم يعرف عن حياته إلاّ القليل، و تعاليمه التي نقلت إلينا موضع شك، و لكن مما لا شك فيه أنه كان يقول بتناسخ الأرواح، و ينسب إليه القول بأنّ نهاية الأشياء كلها العدد. أنظر: كتاب مبادي الفلسفة:

263-264 ط 4. القاهرة.

[2] -ديوجانس (ديوژن) الكلبي، من مشاهير الحكماء في المائة الرابعة قبل الميلاد، و سمي بهذا الاسم خمسة من حكماء اليونان. أنظر: كتاب «مطرح الأنظار في تراجم أطباء الأعصار و فلاسفة الأمصار» لفيلسوف الدولة ميرزا عبد الحسين خان التبريزي رحمه اللّه:

ج 1/ص 373-375 ط. تبريز سنة 1334 هـ.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 297
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست