responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 295

ثمّ هل تدبرت حالك حين تتلو سورة من القرآن؟تحفظها في نفسك و تقرأها في خاطرك من دون أن تحرك لسانك، أو يظهر صوتك و أنت في تمام السكوت و السكون، كأنّ في داخلك شخصا يقرأ و يتلو عليك بغير صوت و لا لسان، فقد تقرأ سورة من الطوال، أو قصيدة ساحبة الأذيال مرتلا لها و مترسلا فيها، و اللسان صامت، و المقول ساكت، و قد قرأتها كلمة كلمة، و تلوتها حرفا حرفا، فمن ذا الذي أملاها عليك؟و أين كانت مخزونة و مجتمعة، ثمّ جاءت واحدة بعد واحدة متقطعة؟

حقا إنّ التفكّر في هذه السلسلة، سلسلة الفكر و الذكر، و الحفظ و النسيان، و التصور و التفكر، و التصديق و الشك و اليقين، و كل ما هو خارج عن المادة الجسمانية، و الأعضاء الحسية، حقا إنّ معرفة كل ما هو من هذا النطاق أمر لا يطاق، و لا تصل أنسرة العقول مهما حلقت في سماء التفكير إلى كبرياء معراجه، و مفتاح رتاجه، و لكن مهما استعصى على أولي الحجى سره فهو يدل دلالة واضحة على أنّ في الإنسان بشخصه الخاص جوهر مفيض و آخر مستفيض، و غلاف و قشر يحمل هذين الجوهرين، فالمفيض هو النفس الجزئية المتصلة بالنفس الكلية و المبدأ الأعلى، و المستفيض هو ذلك البدن المثالي الأثيري، و الغلاف هذا البدن العنصري.

على أنّ التحقيق و البحث الدقيق أوصلنا إلى حقيقة جلية و هي أنّ هذه الحقائق الثلاث شي‌ء واحد، و أنها تنشأ نشأة واحدة، و أنّ النفس جسمانية الحدوث، روحانية البقاء، فهي تتدرج في تكونها و نشوئها و نموها من النطفة إلى أن تصير إنسانا كاملا عاقلا، بل إلى أن تصير عقلا مجردا، ملكا أو شيطانا.

فهذا العنصر هو النفس و لكن بمرتبتها السافلة، و النفس هي البدن و لكن‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست