responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 292

2-فصل و وصل‌

لعلك تقول: إذا كان هذا الهيكل الإنساني عبارة عن صور متعاقبة يتلو بعضها بعضا، و يتصل بعضها ببعض، إذا فشخصية كل فرد من هذا النوع بما ذا تتحقق؟و تعيّنه بأي شي‌ء يكون؟و المادة بنفسها غير متحصّلة فكيف يتحصل بها غيرها، و هي صرف القوة و الاستعداد؟

فنقول: فليكن هذا أيضا من أحد الأدلة على وجود النفس المجردة ذاتا، المادية تعلقا و تصرفا، و تشخّص كل فرد و تعيّنه إنما يكون بتلك النفس التي تتعلق بتلك الصور المختلفة المتعاقبة بنحو الاتصال على المادة المبهمة و الهيولى الأولى التي لا توجد و لا تخرج من القوة إلى الفعل إلاّ بصورة من الصور و هي متحدة معها وجودا، منفكة عنها تعقلا و مفهوما، و النفس الجزئية المستمدة من النفوس الكلية حافظة لها معا، و هي أيضا متحدة بهما وجودا و متصلة بهما ذاتا، و تواكب و تصاحب كل تلك الصور المتعاقبة على نحو الاتّصال و الواحد السيّال.

و أضرب لك مثلا محسوسا لتقريب ذاك إلى ذهنك و استحضاره بعقلك:

أ رأيت النهر الجاري في الليلة القمراء، حيث يطل القمر على الماء المتدافع و كل موجة تأتي يشع القمر عليها، و ترتسم صورته فيها، ثمّ تمضي و تأتي موجة أخرى ترتسم صورة القمر فيها، و هكذا حتى يجف الماء، و يغيب البدر؟فالقمر هو النفس، و النهر هو البدن، و الموجات المتدافعة من الينبوع هي الصورة المتعاقبة على البدن التي يشرق عليها و يتحد مع كل واحد منها، و هي مع كثرتها

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 292
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست