responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 290

كل هذا تكون من لقمة الخبز التي نأكلها، فهل في لقمة الخبز كل هذه الأنواع مندمجة مطوية؟أم انقلبت و تحولت من صورة إلى صورة و من حقيقة إلى أخرى، أو أنها كانت معدة للنطفة بأن تفيض العناية إليها صورة العلقة و المضغة و هكذا حتى تصير إنسانا كاملا؟

كل ذلك مما تقف عنده العقول حائرة خاسرة مهما سطروا و حرروا، و ألّفوا و صنّفوا، فإنهم دون الحقيقة وقفوا، و عنها صرفوا، و لكن مهما تغلغل الأمر و الواقع في مجاهل الغيب و الخفاء فإنّ من الواضح الجلي أن تلك اللقمة التي تدخل في جوفنا و تتصرف بها المشية تلك التصاريف المتنوعة لم تدخل هي في كياننا، و لم تصر جزءا من أجسامنا، بل تطورت عدة أطوار و تعاورتها صورة بعد صورة، دخلت في معامل مكانيكية و تحليلات كيمياوية إلى أن بلغت هذه المرحلة، و نزلت من أجسامنا بتلك المنزلة.

فلو أنّ مؤمنا أكل كل لحم في بدن الكافر، أو أكل الكافر كل لحم في بدن المؤمن، فلا لحم الكافر صار جزءا من بدن المؤمن، و لا لحم المؤمن دخل في بدن الكافر، بل اللحم لما دخل في الفم و طحنته الأسنان-و هو الهضم الأول- زالت الصورة اللحمية منه و ارتحلت إلى رب نوعها-حافظ الصور-و اكتست المادة صورة أخرى، و هكذا صورة بعد صورة.

و من القواعد المسلّمة عند الحكماء بل عند كل ذي لبّ: أنّ الشي‌ء بصورته لا بمادته، إذا فأين تقع شبهة «الآكل و المأكول» ؟و كيف يمكن تصويرها و تقريرها فضلا عن الحاجة إلى دفعها، و الجواب عنها؟

و كيف استكبرها ذلك الحكيم الكبير الإلهي فقال: «يدفعها من كان من الفحول» ؟

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 290
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست