صدرا [1] ، و تلميذيه الفيض [2] و اللاهجي صاحب الشوارق الملقب بالفياض [3] ، انعكس الأمر، و أقيمت البراهين الساطعة على أصالة الوجود، و أنّ الماهيات جميعا اعتبارات صرفة ينتزعها الذهن من حدود الوجود.
أما الوجود الغير المحدود كوجود الواجب جلّ شأنه فلا ماهية له، بل «ماهيته إنّيته» ، و قد ذكر الحكيم السبزواري رحمه اللّه [4] -في منظومته-البراهين القاطعة على أصالة الوجود، مع أنه من أوجز كتب الحكمة، فما ظنك بالأسفار و هي أربع مجلدات بالقطع الكبير، و يكفيك منها برهان واحد و هو اختلاف نحوي الوجود، حيث نرى بالضرورة و الوجدان أن النار مثلا بوجودها الذهني لا يترتب عليها شيء من الآثار من إحراق و غيره، بخلاف وجودها الخارجي، و لو كانت هي المتأصلة في كلا الوجودين لترتبت آثارها ذهنا و خارجا، و إليه أشار في المنظومة بقوله:
[1] -محمد بن إبراهيم صدر الدين الشيرازي، الشهير بـ «ملا صدرا» ، و «صدر المتألهين» ، أكبر فيلسوف عارف متشرع، أعلم حكماء الإسلام و أفضلهم، و هو إمام من تأخر عنه، و اقتفى أثره كل من نشأ بعده من حكماء الإمامية، توفي سنة (1050) هـ. أنظر: روضات الجنات: ص 331 ط 1. طهران.
[2] -محمد بن المرتضى الشهير بـ «ملا محسن القاشاني» الفقيه العارف المحقق الحكيم المتأله، صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة، توفي (1091) هـ. أنظر الكنى و الألقاب للقمي: ج 3/ص 32-33 ط. صيدا.
[3] -المولى عبد الرزاق اللاهيجي، العالم الحكيم المحقق المدقق، صاحب التصانيف الجيدة، توفي سنة (1051) هـ، و قد كتبنا في ترجمته رسالة مستقلة لم تطبع.
[4] -المولى هادي بن مهدي السبزواري، من أكبر حكماء الإمامية، الفيلسوف الفقيه العارف، صاحب التصانيف الجليلة، ولد سنة (1212) هـ، و توفي سنة (1289) هـ. أنظر: المآثر و الآثار: ص 147 ط. طهران.