responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 218

و الاستحاضة فضلا عن الأحداث الصغرى كالنوم و البول، و كما أنّ الأحداث تختلف في مراتبها ضعفا و شدة فكذا روافعها-أعني النور الحاصل-أيضا يختلف قوة و ضعفا، فالغسل هو الرافع الأعظم و الأعلى، و الوضوء هو الأصغر و الأدنى، و يجوز أن يكون مس التراب و الأرض و هي «أمنا الحنون» كما في بعض الأخبار، و هي التي نشأنا منها و إليها نعود كما ألمعنا إلى لمحة من هذا في رسالتنا «الأرض و التربة الحسينية» ، و التي تختلف أيضا في الشرف و القداسة كأرض الكعبة و التربة الحسينية، و أرض المساجد المعظمة، و مراقد الأئمة و العلماء التي يحرم تنجيسها، و هتك حرماتها، حرمة مؤكدة، و لا سيما تربة الحسين عليه السّلام، و هي تربة الشفاء و تربة السجود، و تربة الدفن كي تنجي من عذاب البرزخ، و قد أشرنا إلى نبذة من خواصها و أسرار عظمتها في تلك الرسالة، و إنما الغرض هنا أنه ليس من الغريب جدا أن يكون لمس الأرض أو التراب و مسح الجبين و اليدين خصوصية في الحدث لا لرفع كله، بل لرفع مرتبة منه، و لذا اخترنا في أبحاثنا الفقهية أنّ التيمم رافع لا مبيح، كما لعله المشهور، غايته أنه رافع لمقدار منه، و ليس وجود الماء أو التمكن من استعماله ناقض للتيمم كما قد يتوهم، بل التمكن من استعماله مستوجب للطهارة المائية لإزالة ما بقي من الحدث، يعني إزالة الحدث بجميع مراتبه، و رفع الظلمة بكل طبقاتها.

و بهذا تنحل عقدة الإشكال الذي يصدم القول بالرافعية، و من تدبر فيما تخرجه الأرض و التراب من الفواكه و الحبوب و الخضروات يندهش عقله لما يحتوي هذا التراب من العناصر و الأواصر و المواد، و ما فيها من الأجزاء ذات القوة و الاستعداد و العتاد لمنافع العباد، فسبحان المبدع الحكيم، و لأحكامه و حكمته الانقياد و التسليم.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست