الجبال الأربع هي مظاهر الأنوار الإلهية، و التجليات الربوبية على الأرواح النبوية و الهياكل البشرية، و لا شيء أحق منها للحق بأن يقسم بها من مخلوقاته، و اللّه أعلم و أحكم بأسرار كلماته و سائر آياته.
السؤال الثاني عشر:
لأيّ علة منع لبس خاتم الذهب وزر الذهب للرجال؟
الجواب:
حق السؤال أن يكون هكذا: لما ذا منع الدين الإسلامي من لبس الرجال الحرير و الذهب؟
و الجواب: أنّ الدين الإسلامي يريد من الرجال الخشونة و الصلابة، و أن يكونوا أشداء و أقوياء، و لما كان في الحرير و الذهب من النعومة و الطراوة و الميعان و اللمعان ما ليس في غيرهما، حرّمهما على الرجال لعلمه تعالى- و لعله من المشاهد المحسوس-أنّ الزينة بمثل هذه الأشياء يوجب التأنث و التخنث و سفالة الهمة، و الميل و الانقياد إلى الشهوات البهيمية، و يسقط همّة الرجل فيها عن السمو إلى نيل المعالي و عظائم الفتوح و عزائم الروح، و لا يقاس هذا بلبس الأحجار الكريمة، و الجواهر الثمينة؛ فإنها توجب العزّة و الكرامة و السمو و علو الهمة، و أين هذا من نعومة الحرير و لمعان الذهب التي تلائم ربّات الحجال، و يجب أن تترفع عنها الرجال حتى لو لم يحرّمهما الشارع.
فللّه شريعة الإسلام ما أعظمها و أجلّها، و لله هذه الأمة المسلمة ما أضعفها و أجهلها، و الحكم لله، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه عليه توكلت و إليه أنيب.