responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 123

قلعائشة حين أراد طلاقها فقالت: لا تطلقني و أمسكني، و اجعل يومي لعائشة لا رغبة لي في الرجال، و إنما أريد أن أحشر في أزواجك، ففعل صلّى اللّه عليه و آله، فنزلت: فَلاََ جُنََاحَ عَلَيْهِمََا أَنْ يُصْلِحََا بَيْنَهُمََا صُلْحاً وَ اَلصُّلْحُ خَيْرٌ .

و روى محمد بن إسحاق عن حكيم بن حكيم، عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه عليه السّلام قال: كان جميع ما تزوج رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خمس عشرة امرأة، و كان أول امرأة تزوجها بعد خديجة بنت خويلد: سودة بنت زمعة.

و ذكر النسابة محمد بن حبيب البغدادي المتوفى سنة (245) هـ بسر من رأى، في زمن خلافة المتوكل العباسي، في كتابه المحبر: ص 79 طبعة حيدرآباد الدكن: أنّ سودة كانت قد رأت في المنام أن النبي صلّى اللّه عليه و آله أقبل يمشي حتى وطئ على عنقها، فأخبرت زوجها، فقال:

و أبيك لئن صدقت رؤياك لأموتن و ليتزوجنك محمد صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ رأت في المنام ليلة أخرى كأنّ قمرا انقض عليها من السماء و هي مضطجعة، فأخبرت زوجها فقال: و أبيك لا ألبث إلاّ يسيرا حتى أموت ثمّ تتزوجين من بعدي، فاشتكى السكران من يومه ذلك فلم يلبث إلاّ قليلا حتى مات، فتزوجها النبي صلّى اللّه عليه و آله ثمّ طلقها تطليقة، و كانت قد كبرت، فبلغها ذلك فجمعت ثيابها، ثمّ جلست على طريقه الذي يخرج منه إلى الصلاة، فلما دنا منها بكت، ثمّ قالت: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هل غمصت علي في الإسلام؟فقال: اللهم لا، قالت: فإني أسألك لما راجعتني، فراجعها، فقالت له: يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يومي لعائشة في رضاك، لأنظر إلى وجهك، فو الله ما بي ما تريد النساء، و لكني أحب أن يبعثني اللّه في نسائك يوم القيامة، و كانت حاضنة ولده صلّى اللّه عليه و آله.

توفيت سودة بالمدينة في شوال سنة (54) هـ في زمن معاوية، و قيل: توفيت في خلافة عمر، و قيل: توفيت سنة (55) هـ.

ثمّ إنّ سودة التي كانت في زمن خلافة أمير المؤمنين عليه السّلام هي سودة بنت عمارة بن الأشتر الهمدانية، و هي شاعرة من شواعر العرب، ذات فصاحة و بيان، و وفدت على معاوية فاستأذنت عليه، فأذن لها، فلما دخلت عليه سلمت، فقال لها: كيف أنت يا ابنة الأشتر؟ قالت: بخير، قال لها: أنت القائلة لأبيك:

شمر كفعل أبيك يا ابن عمارة # يوم الطعان و ملتقى الأقران‌

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 123
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست