responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 122

لنفسه الملكوتية و مقدار رزانتها، و قوة استقامتها و عدلها، و عدالتها، و كل أحد يعلم كيف تتلاعب النساء بأهواء نفوس الرجال، و تتصرّف فيها حسب ما تشاء، كما يعلم كل أحد ما بين النساء و الزوجات من التنافس، و الغيرة، و إعمال الدسائس و المكائد فيما بينهن، و اضطراب حبل النظام العائلي و القلق الداخلي، و هذه الذات المقدسة الغريبة في جميع أطوارها، ضربت المثل الأعلى في ضبط النفس، و إقامة العدل بين زوجاته المتعددات، و عدم الانحراف عن محجة العدل و الإنصاف بينهن قيد شعرة، مع جمعه لهنّ في منزل واحد، و اختلافهن في السن و الجمال، و سائر الجهات التي تستهوي النفوس.

و نحن نجد في الكثير الغالب أنّ الرجل الصلب القوي قد يعجز عن إرضاء زوجتين و إقامة ميزان العدل بينهن على أتم حدوده و مقاييسه، و لا بد أن ترجح إحدى الكفّتين عنده و لو قليلا، مهما بالغ في التحفظ و الكتمان، فكيف بمن يحسن معاشرة تسع نساء، أو أكثر في منزل واحد، فيرضي الجميع، و يعدل بين الكل، و يخضعن له جميعا، و هن «حبائل الشيطان» ، و لا يرضيهن في الغالب كل ما في الكون من ثروة و سلطان، حتى أنّ إحدى زوجاته و هي سودة بنت زمعة [1] لما أراد النبي طلاقها و هبت لعائشة ليلتها، و لم ترض أن يطلّقها، و قالت:


[1] -سودة بنت زمعة بن قيس بن عبد شمس، القرشية العامرية، عدها شيخ الطائفة الطوسي قدّس سرّه في رجاله من الصحابيات، و كذلك جمع من علماء أهل السنة، و كانت قبل أن يتزوجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تحت ابن عم لها يقال له: السكران بن عمرو، و لما أسلمت و بايعت النبي صلّى اللّه عليه و آله أسلم زوجها معها، و هاجرا جميعا إلى أرض الحبشة، فلما توفي عنها تزوجها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كان ذلك في شهر رمضان سنة عشر من النبوة بعد وفاة خديجة بمكة، و قيل: سنة ثمان للهجرة، على صداق قدره أربعمائة درهم، و هاجر بها إلى المدينة، و كانت امرأة ثقيلة ثبطة، و من فواضل عصرها، و أسنت عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لم تصب منه ولدا، و وهبت ليلتها

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 122
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست