responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 120

على البدوي في الصحراء الشهر أو الشهرين لا يذوق فيها طعم اللحوم، و لا يشمّ قتار الدسوم، على أنّ الشارع ببركة ما أوجب على أغنياء المسلمين في الحج إلى تلك المشاعر و الشعائر، و ما ينفقون فيها من الأموال الطائلة قد صبّ عليهم البركة صبّا، و ملأ جيوبهم بالنقود، فأوجب الأضاحي تكميلا لغاية، و اتساعا في المنفعة، و استقصاء في الأخذ بأسباب الجود، و عموم الكرم.

و لعل هذا هو السر أو بعض المصالح و الحكمة التي نظرت إليها العناية العليا و الرعاية الأزلية حتى صارت القرابين و الأضاحي من النواميس المقدسة في أكثر الشرائع و الأديان، و حثت على الإكثار منها، و لأن كان هذا بالغا مرتبة الرجحان في سائر الأقطار و البلدان فهو للحجاز، و لا سيّما البيت الحرام، و هو بواد غير ذي زرع، و لا سبد، و لا لبد، ينبغي بل يلزم أن يكون بحد الوجوب، و هكذا كان الأمر من لدن حكيم عليم.

نعم، يلزم على أولياء الأمور في تلك المشاعر التنظيم و العناية بما يستوجب الانتفاع بتلك الذبائح، و دفع مضارها، أو بيع ما لا يمكن الانتفاع منه إلاّ بالاحتفاظ به بعمل و تدبير كجلودها و أصوافها، فيلزم إصلاحه أولا ثمّ بيعه و توزيع ثمنه على الفقراء، أو المصالح العامة بإجازة حاكم الشرع، أو الحاكم العادل.

السؤال التاسع:

كيف يمكن التوفيق بين قوله تعالى: ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنََا حِسََابَهُمْ [1] ، و قوله عليه الصلاة و السلام في زيارة الجامعة المشهورة: «و حسابهم عليكم» ؟


[1] -سورة الغاشية، الآية 26.

اسم الکتاب : الفردوس الأعلى المؤلف : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست