القمر، و القمر بحيلولة الأرض، و هذا معنى حسن و مقبول عند ذوي العقول، و إن أبيت فطرح تلك الأخبار هو الأصح، و اللّه العالم.
السؤال الرابع:
ما معنى المعاد الجسماني، هل يعود عين البدن الدنيوي أو غيره؟فلو كان عين البدن الدنيوي فما معنى قوله تعالى: لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمىََ وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيراً[1] ؟
الجواب:
معنى المعاد الجسماني كما في بعض الأخبار: أنك لو رأيته لقلت هذا هو فلان بعينه، و كما أنك لو رأيت شخصا في الدنيا و هو صحيح سليم الأعضاء ثمّ رأيته بعد عشر سنين مثلا مقطوع الاصبع، أو اليد، أو قد ذهبت عينه، أو أذنه، تقول هو فلان بعينه، و لا يقدح في شخصيته فقدان يده أو عينه، فكذلك في الآخرة لا يقدح في وحدته، و تشخصه كونه كان في الدنيا بصيرا و يحشر في الآخرة أعمى، و هذا العمى هو العمى الحقيقي الذي كان له في الدنيا، و هو عمى البصيرة، و حيث إنّ الدار الآخرة هي الدار التي تبلى فيها السرائر و تظهر الحقائق، فلا محيص من أن يحشر الكافر و الفاسق أعمى، و يعرف أهل المحشر أنّ هذا هو الذي كان أعمى في الدنيا حقيقة و إن كان بصيرا صورة قد حشره اللّه بصورته الحقيقية في الآخرة التي هي دار الحق و الحقيقة.