responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الغرر و الدرر فى سيرة خير البشر(ص) المؤلف : عز الدين محمد بن جماعة    الجزء : 1  صفحة : 42

...


- عروة بن الزبير، ثم إن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام، فكسا الزبير رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌)، و أبا بكر ثياب بياض، و سمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) من مكة، فكانوا يغدون كلّ غداة إلى الحرّة، فينتظرونه، حتى يردّهم حرّ الظهيرة، فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم؛ فلما أووا إلى بيوتهم، أوفى رجل من زفر على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه؛ فبصر برسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌)، و أصحابه مبيضين يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته:

يا معاشر العرب! هذا جدّكم الذي تنتظرون، فثار المسلمون إلى السلاح؛ فتلقوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) بظهر الحرة، فعدل بهم ذات اليمين، حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف، و ذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الأول؛ فقام أبو بكر للناس، و جلس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) صامتا، فطفق من جاء من الأنصار ممّن لم ير رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) يحيّي أبا بكر، حتى أصابت الشمس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌)، فأقبل أبو بكر حتى ظلل عليه بردائه، فعرف الناس رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) من ذلك، فلبث رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة، و أسس المسجد الذي أسس على التقوى، و صلى فيه رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌)، ثم ركب راحلته، فسار يمشي معه الناس، حتى بركت عند مسجد الرسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) بالمدينة، و هو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين، و كان مربدا للتمر لسهيل، و سهل، غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة؛ فقال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) حين بركت به راحلته: «هذا إن شاء اللّه المنزل»، ثم دعا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) الغلامين؛ فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا، فقالا: لا، بل نهبه لك يا رسول اللّه؛ فأبى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) أن يقبله منهما هبة، حتى ابتاعه منهما، ثم بناه مسجدا، و طفق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم‌) ينقل معهم اللبن في بنيانه، و يقول و هو ينقل اللبن:

«هذا الحمال لا حمال خيبر هذا أبرّ ربّنا و أطهر»، و يقول: «اللهمّ إن الأجر أجر الآخرة، فارحم الأنصار و المهاجره»، فتمثل بشعر رجل من المسلمين‌

اسم الکتاب : الغرر و الدرر فى سيرة خير البشر(ص) المؤلف : عز الدين محمد بن جماعة    الجزء : 1  صفحة : 42
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست