responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 93

حجهم إلى عمرة، و يتحللوا حلا تاما، ثم يهلّوا بالحج وقت خروجهم إلى منى؛ و قال:

«ثم لو استقبلت من أمرى ما استدبرت ما سقت الهدى، و لجعلتها عمرة» [1]؛ و هذا دليل ظاهر أنه- (صلى اللّه عليه و سلم)- لم يكن متمتعا- كما ذهب إليه بعض أصحاب الإمام أحمد و غيرهم.

و قدم على بن أبى طالب- رضى اللّه عنه- من اليمن، فقال له النبى- (صلى اللّه عليه و سلم)-:

«إنى سقت الهدى و قرنت»؛ روى هذا اللفظ أبو داود و غيره من الأئمة بإسناد صحيح، و هو صريح فى القران.

و قدم مع على- رضى اللّه عنه- من اليمن هدايا، فأشركه- (صلى اللّه عليه و سلم)- فى هديه أيضا، فكان حاصلهما مائة بدنة [2] ثم خرج- (صلى اللّه عليه و سلم)- إلى منى‌ [3]، فبات بها، و كانت ليلة الجمعة التاسع من ذى الحجة؛ ثم أصبح فسار إلى عرفة، و خطب بنمرة خطبة عظيمة، شهدها من أصحابه نحو من أربعين ألفا- رضى اللّه عنهم- و جمع بين الظهر و العصر؛ ثم وقف بعرفة فحج على رحل، و كانت زاملته، ثم بات بالمزدلفة، و جمع بين المغرب و العشاء ليلة إذ، ثم أصبح فصلى الفجر فى أول وقتها، ثم سار قبل طلوع الشمس إلى منى‌ [4]، فرمى جمرة العقبة، و نحر [5] و حلق‌ [6]، ثم أفاض فطاف بالبيت‌


[1] أخرجه البخارى 3/ 402، 403 من حديث جابر، و قد جاء عن أنس قال: خرجنا نصرخ بالحج، فلما قدمنا مكة أمرنا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) أن نجعلها عمرة و قال: «لو استقبلت من أمرى ما استدبرت لجعلتها عمرة و لكن سقت الهدى، و قرنت بين الحج و العمرة» رواه أحمد. قال:

الشوكانى: و هو متفق على مثل معناه من حديث جابر، و به استدل من قال بأن التمتع أفضل أنواع الحج. انظر: (نيل الأوطار 4/ 314، 315، زاد المعاد 2/ 184، 232، 215).

[2] البدنة: الناقة أو البقرة، تنحر بمكة قربانا و كانوا يسمنونها لذلك. جمع بدن و بدن. و فى التنزيل العزيز: وَ الْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ‌.

[3] فعن ابن عباس قال: صلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) الظهر يوم التروية و الفجر يوم عرفة بمنى. رواه أحمد و أبو داود و ابن ماجة، و أخرجه أيضا الترمذى و الحاكم، لأحمد فى رواية: قال: صلى النبى (صلى اللّه عليه و سلم) بمنى خمس صلوات. انظر: (نيل الأوطار 5/ 55). و فى حديث جابر قال: لما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج و ركب رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) بها الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الفجر. انظر: (نيل الأوطار 5/ 55، سبل السلام 2/ 728).

[4] انظر: زاد المعاد 2/ 256.

[5] قال ابن القيم: فنحر ثلاثا و ستين بيده، و كان ينحرها قائمة، معقولة يدها اليسرى. أخرجه أبو داود (1767) من حديث جابر و كان عدد هذا الذى نحره عدد سنين عمره، ثم أمسك و أمر عليّا أن ينحر ما غبر من المائة. انظر: (زاد المعاد 2/ 259).

[6] انظر: (زاد المعاد 2/ 268 و ما بعدها).

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست