responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 9

و قد سمعنا فى البيار حديثا جامعا، حدثنا أبو الوليد قال: حدثنى محمد بن يحيى عن الواقدى عن هشام بن عمارة عن سعيد بن محمد بن جبير بن مطعم، قال: أخبرنى أبى قال: سألنى عبد الملك بن مروان: من أين كانت أولية قريش تشرب الماء قبل قصى، و كعب بن لوى، و عامر بن لوى، قال: فقال أبى: لا تسأل عن هذا أحدا أبدا أعلم به منى، سألت عن ذلك مشيخة جلة دخل الإسلام على أحدهم.

بئر السيرة

: و قد أفند فقال: كان أول من حفر بيرا مرة، حفر بيرا يقال لها: السيرة خارجة من الحرام، فكانوا يشربون منها دهرا إذا كثرت الأمطار شربوا، و إذا أقحطوا ذهب ماؤها، و كانوا يشربون من أغادير فى رءوس الجبال، ثم كان مرة حفر:

بئر الروا

: بيرا أخرى يقال لها: بير الروا، و هما خارجتان من مكة، و هما فى بواديهما مما يلى عرفة و هم يومئذ حول مكة، و خزاعة تلى البيت و أمر مكة، ثم حفر كلاب بن مرة: خم ورم و الجفر، و هذه أبيار كلاب بن مرة كلها خارجا من مكة، ثم كان قصى حين جمع قريشا و سميت قريش لتقرشها، و هو التجمع بعد التفرق و أهل مكة على ما كان عليه الآباء من الشرب من رءوس الجبال، و من هذه الآبار التى خارج من مكة فلم يزل الأمر على ذلك حتى هلك قصى ثم ولده من بعده يفعلون ذلك حتى هلك أعيان بنى قصى: عبد الدار، و عبد مناف، و عبد العزى، و عبد بنو قصى فخلف أبناؤهم فى قومهم على ما كان من فعلهم، فلما انتشرت قريش و كثر ساكن مكة قلت عليهم المياه و اشتدت عليهم المؤنة، و عطش الناس بمكة أشد العطش فكان أول من حفر عبد شمس بن عبد مناف بن قصى فحفر الطوى و هى التى بأعلى مكة عند الببضاء دار محمد بن يوسف، و حفر هاشم بن عبد مناف بذر و هى البير التى عند المستنذر فى خطم الخندمة على فم شعب أبى طالب و قال حين حفرها: لأجعلنها بلاغا للناس، و حفر هاشم سجلة و هى بير مطعم بن عدى بن نوفل بن عبد مناف التى يسقنى عليها اليوم، قال عبد الملك: و اللّه القديم، ما تحريت الصدق لك و عليك، قال: ثم ماذا؟ قال: ثم ابتاعها مطعم بن عدى من أسد بن هاشم و بنو هاشم، تزعم أن عبد المطلب بن هاشم وهبها له حين حفر زمزم و استغنى عنها، و سأله مطعم بن عدى أن يضع حوضا من آدم إلى جنب زمزم يسقى فيه من ماء بيره، فإذن له فى ذلك، و كان يفعل ذلك.

قال محمد بن جبير: فكثرت المياه بمكة بعد ما حفرت زمزم حتى روى القاطن و البادى، و دنت لها بكر و خزاعة، فارتووا منها لا تنزح، قال عبد الملك:

بئر الجفر

: ثم ماذا؟ قال محمد بن جبير: ثم حفر أمية بن عبد شمس الجفر لنفسه.

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 9
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست