ثم سرية عمير بن عدى الخطمى لخمس ليال بقين من رمضان إلى عصماء بنت مروان، زوج يزيد بن زيد الخطمى. و كانت تعيب الإسلام، و تؤذيه (صلى اللّه عليه و سلم) و تحرض عليه. فجاءها ليلا، و كان أعمى فبعج بطنها بالسيف. و أخبره (صلى اللّه عليه و سلم) بذلك، و قال: لا تنتطح فيها عنزان.
و فى أوله أيضا، و يقال: بعد بدر بتسعة أيام. و يقال: فى نصف المحرم سنة ثلاث.
و يقال: لست خلون من جمادى الأولى من السنة المذكورة: خرج (صلى اللّه عليه و سلم) يريد بنى سليم، فبلغ ماء يقال له: الكدر. و يعرف: بغزوة قرقرة. و يقال: قرارة الكدر. و يقال: نجران.
فأقام عليه ثلاثا. و يقال: عشرا، فلم يلق أحدا. و يقال: كانت غيبته خمس عشرة ليلة.
و ذكرها ابن سعد بعد غزوة السويق.
سرية أبى عفك
ثم سرية سالم بن عمير، فى شوال إلى أبى عفك اليهودى. و كان شيخا كبيرا يقول الشعر، و يحرض على النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، فقتله.
ثم غزوة بنى قينقاع- بطن من يهود المدينة، لهم شجاعة و صبر- و كانوا حلفاء عبد اللّه بن أبى، و أول يهود نقضوا العهد و أظهروا البغى و الحسد يوم السبت نصف شوال، فحاصرهم خمس عشرة ليلة إلى هلال ذى القعدة. فقذف اللّه فى قلوبهم
[1] انظر: (طبقات ابن سعد 2/ 20، و سماها سرية عمير بن عدى، تاريخ الخميس 1/ 406، إمتاع الأسماع 1/ 100، المنتظم 3/ 135).
[2] انظر: (المغازى للواقدى 1/ 196، طبقات ابن سعد 2/ 1/ 24، تاريخ الطبرى 20/ 487، ابن سيرة هشام 2/ 445، ابن حزم 153، عيون الأثر 1/ 363، البداية و النهاية 4/ 3، دلائل النبوة 3/ 172، النويرى 17/ 79، السيرة الحلبية 2/ 280).