اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 299
الباب الثامن و العشرون فى ذكر ولاية إياد بن نزار بن معد بن عدنان للكعبة، و شىء من خبره، و ذكر ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة، و شىء من خبرهم و خبر مضر، و من ولى الكعبة من مضر قبل قريش [1].
أما ولاية إياد
: فقال الزبير بن بكار: حدثنا عمر بن أبى بكر الموصلى عن غير واحد من أهل العلم بالنسب، قالوا: لما حضرت نزار الوفاة، آثر إيادا بولاية الكعبة، و أعطى مضر ناقة حمراء، فسميت: مضر الحمراء، و أعطى ربيعة الفرس فرسه، فسمى: ربيعة الفرس، و أعطى أثمار، جارية تسمى: بجيلة، فحضنت بنيه، فسموا: بجيلة أثمار.
و يقال: أعطى إيادا عصاه و حلته.
و رأيت لإياد بن نزار و إخوته المشار إليهم خبرا يستظرف فى ذكائهم و معرفتهم بما أخبروا به من صفة البعير الذى سئلوا عنه مع كونهم لم يروه، و غير ذلك.
و أما ولاية بنى إياد بن نزار الكعبة: فذكر الفاكهى فيها خبرا طويلا.
فيه: ثم وليت حجابة البيت إياد، و كان أمر البيت إلى رجل منهم يقال له: و كيع بن سلمة بن زهير بن إياد، ثم قال- بعد أن ذكر شيئا من خبره-: ثم إن مضر أديلت بعد إياد.
و كان أول من ديل منهم: عدوان و فهم، و أن رجلا من إياد و رجلا من مضر خرجا يتصيدان فمرت بهما أرنب، فاكتنفاها يرميانها، فرماها الإيادى، فنزل سهمه، فنظم قلب المضرى فقتله. فبلغ الخبر مضر، فاستغاثت بفهم و عدوان يطلبون لهم قود صاحبهم، فقالوا: إنما أخطأه، فأبت فهم و عدوان إلا قتله، فتناوش الناس بينهم بالمدور- و هو مكان- فسمت مضر من إياد ظفرا، فقالت لهم إياد: أجلونا ثلاثا، فلن نساكنكم أرضكم، فأجلوهم ثلاثا، فظعنوا قبل المشرق.
و كانوا حسدوا مضر على ولاية الركن الأسود فدفنوه، بعد أن لم يحملوه على شىء إلا رزح.