: فإن أبرهة بن الصباح الأشرم- ملك اليمن من قبل النجاشى- سار إلى مكة يريد تخريب الكعبة؛ لأن رجلا من العرب بال فى كنيسة بناها أبرهة بصنعاء، و كان يعظمها، و يريد أن يصرف الحج إليها، و ساق معه الفيل. فلما بلغ المغمّس عبّأ جيشه، و قدّم الفيل، فكانوا إذا وجهوه إلى الحرم برك و لم يبرح. و إذا وجهوه إلى اليمن- أو إلى غيره من الجهات- هرول. فأرسل اللّه تعالى طيرا سوداء- و قيل:
خضراء، و قيل: بيضاء- مع كل طائر حجر فى منقاره و حجران فى رجليه، أكثر من العدسة و أصغر من الحمصة. فكان يقع على رأس الرجل فيخرج من دبره، ففروا، و هلكوا فى كل طريق، و تساقطت أنامل أبرهة، و ما مات حتى انصدع صدره عن قلبه، و انفلت وزيره أبو مكسوم و طائر يحلق فوقه حتى بلغ النجاشى، فقص عليه القصة. فلما أتمها وقع عليه الحجر، فخر ميتا بين يديه.