اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 238
الباب الثالث عشر فى الآيات المتعلقة بالكعبة المعظمة [1]
للكعبة آيات بينات:
منها: بقاء بنائها الموجود الآن. و هو يقتضى أنه لا يبقى هذه المدة، على ما بلغنى عن بعض مهندسى عصرنا. قال: و إنما بقاؤها آية من آيات اللّه. انتهى.
و لعمرى إنه لصادق، فإن من المعلوم ضرورة: أن الريح و المطر إذا تواليا أياما على بناء يخرب.
و من المعلوم ضرورة: أن الكعبة المعظمة ما زالت الرياح العاصفة و الأمطار الكثيرة المهولة تتوالى عليها منذ بنيت و إلى تاريخه. و ذلك سبعمائة سنة و نيف و خمسون سنة. و لم يحدث فيها- بحمد اللّه- تغير أدى إلى خللها.
و من آياتها: حفظها ممن أرادها بسوء، و هلاك من أرادها بذلك، كما جرى لتبع و الهذليين، و أصحاب الفيل.
: فإنه لما أقبل من المدينة حسن له نفر من هذيل هدم الكعبة، و أن يبنى عنده بيتا يصرف إليه الحج، فعزم على ذلك، فدقت بهم دوابهم، و غشيتهم ظلمة شديدة و ريح. ثم رجع عن عزمه و نوى تعظيم الكعبة فانحلت عنهم الظلمة، و سكنت الريح و انطلقت بهم دوابهم، و أمر بضرب رقاب الهذليين فضربت، و سار إلى مكة، فأقام بها أياما ينحر كل يوم مائة بدنة للصدقة، و كسى البيت الحرام أنواعا من الكسوة. و هذا الخبر فى الأزرقى مطولا.
و فى رواية: أنه لما أصغى لقول الهذليين بات صحيحا، فأصبح و قد سالت عيناه فلما نوى كرامة البيت و أهله رجعت عيناه، فارتد بصيرا. و هذا الخبر فى الفاكهى. و قيل: