اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 173
[مقدمه مصنف]
بسم اللّه الرّحمن الرحيم و صلى اللّه على سيدنا محمد و آل سيدنا محمد، و سلم تسليما كثيرا.
الحمد للّه الذى أوسع لمن شاء من خلقه فى الرزق و الأجل. و أسعف من أراد منهم بنيل الأمل. و أطاب عمن أحب منهم الثناء. و حكم على جميعهم- بعد الوجود- بالفناء.
أحمده على أن جعلنى من سكان الحرم، و جيران بيته المكرم.
و أشهد أن لا إله إلا اللّه الذى جعل للحسنة بمكة فى الفضل مزية، و خصها ببيته الذى أوجب حجه و استقباله على البرية، و غفر لمن طاف به من الأنام، ما اقترفه من الآثام.
و أشهد أن نبيه سيدنا محمدا أفضل من وقف بعرفة، و بات بمزدلفة، و رمى بمنى الجمار، و طاف بالكعبة العظيمة المقدار (صلى اللّه عليه و سلم) ما صلى مصل خلف المقام، و جمع فى الحجر الأسود بين التقبيل و الاستلام، و رضى اللّه عن آله و أصحابه، الذين بهم أضاء الإسلام.
أما بعد: فإنى- لما وفقنى اللّه تعالى للاشتغال بالعلم- تشوفت نفسى كثيرا إلى معرفة تراجم الأعيان من أهل مكة و غيرهم، ممن سكنها مدة سنين، أو مات بها، و تراجم ولاة مكة، و قضاتها و خطبائها، و أئمتها و مؤذنيها، من أهلها و غيرهم، و تراجم من وسع المسجد الحرام أو عمره، أو عمر شيئا منه، أو من الأماكن الشريفة التى ينبغى زيارتها بمكة و حرمها، أو عمل المآثر الحسنة الكائنة بمكة و حرمها- كالمدارس، و الربط، و السقايات، و البرك، و الآبار، و العيون، و المطاهر، و غير ذلك من المآثر- لما فى معرفة ذلك من النفع التام، عند ذوى الأفهام.
و فتشت عن تأليف فى ذلك، فلم أر له أثرا، و لا سمعت عنه خبرا.
فعظم منى- لأجل ذلك- الألم، و سألت رب البيت و الحرم: أن يسعفنى فيه ببلوغ المراد، و أن يوفقنى فيه للسداد.
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 173