اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 128
زين الدين كتبغا- الملك العادل [1]- فى حادى عشر المحرم سنة أربع و تسعين.
و أخرج مع أمه أشلون بنت سكناى إلى الكرك، فثار الأمير حسام الدين لاجين المنصورى نائب السلطنة على العادل كتبغا، و تسلطن عوضه، فثار عليه طغى و كرجى، فقتلاه و قتلا أيضا.
و استدعى الناصر من الكرك فتقدم إلى الجبل، و أعيد إلى السلطنة مرة ثانية فى سادس جمادى الأولى سنة ثمان و تسعين، فأقام عشر سنين و خمسة أشهر و ستة عشر يوما، محجورا عليه لا يملك التصرف فى أكلة طعام يشتهيه، و القائم بتدبير الدولة الأميران: بيبرس الجاشنكير أستادار السلطان [2]، و سلار نائب السلطنة، فدبر لنفسه فى سنة ثمان و سبعمائة، و أظهر أنه يريد الحج بعياله، فوافقه الأميران على ذلك و شرعوا فى تجهيزه، و كتب إلى دمشق و الكرك برمى الإقامات، و ألزم عرب الشرقية بحمل الشعير.
فلما تهيأ ذلك أحضر الأمراء تقادمهم من الخيل و الجمال فى العشرين من شهر رمضان فقبلها، و ركب فى خامس عشر منه من القلعة و معه الأمراء إلى بركة الحج.
و تعيّن معه للسفر أيدمر الخطيرى، و الحاج آل ملك الجو كندار، و قرا لاجين أمير مجلس، و بلبان أمير جاندار، و أيبك الرومى أمير سلاح و بيبرس الأحمدى، و سنجر الجمقدار، و يقطاى الساقى، و سنقر السعدى النقيب، و خمسة و سبعون مملوكا، و عاد بيبرس و سلار من غير أن يترجلا له عند نزوله بالبركة، فرحل من ليلته، و عرّج على الصالحية و عيّد بها.
و توجه إلى الكرك فقدمها فى عاشر شوال، و بها الأمير جمال الدين أقوش الأشرفى نائبا، فنزل بقلعتها، و صرح بأنه قد انثنى عزمه عن الحج و اختار الإقامة بالكرك، و ترك السلطنة ليستريح، و كتب إلى الأمراء بذلك، و سأل أن ينعم عليه بالكرك و الشوبك.
و أعاد من كان معه من الأمراء، و أسلمهم الهجن- و عدتهم خمسمائة هجين- و المال و الجمال و جميع ما قدمه له الأمراء، و أخذ ما كان من المال بالكرك- و هو ستمائة ألف درهم فضة و عشرون ألف دينار- و أمر نائب الكرك أيضا بالمسير عنه فسار إلى مصر.
و تسلطن بيبرس الجاشنكير، و تلقب بالملك المظفر، و كتب للناصر تقليدا بنيابة الكرك،