اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد الجزء : 1 صفحة : 120
الملك المسعود صلاح الدين أبو المظفر يوسف
و يقال له: «أطسز»، و يقال: «أقسيس»، ابن السلطان الملك الكامل ناصر الدين أبى المظفر محمد بن السلطان الملك العادل سيف الدين أبى بكر محمد بن والد الملوك نجم الدين أبى الشكر أيوب بن شادى بن مروان [1]، الكردى الأيوبى.
ولد فى ربيع الآخر سنة سبع و تسعين و خمسمائة، و ولّاه أبوه مملكة اليمن فى أيام جده سنة إحدى عشرة و ستمائة، فسار إليها فى ألف فارس و من الجاندارية و الرماة خمسمائة، و قدم مكة، و توجه منها إلى زبيد و ملكها، و استولى على تهامة و تعز و صنعاء و سائر ممالك اليمن.
و حجّ فى سنة تسع عشرة و ستمائة، و قاتل أمير مكة الشريف حسن بن قتادة الحسنى [2]، و هزمه و نهب مكة، فلما كان يوم عرفة منع أعلام الخليفة من التقدم على أعلام أبيه، و أظهر من الجرأة على اللّه قبائح، منها أنه كان يصعد على زمزم فيرمى حمام الحرم بالبندق، و يستخف بحرمة الكعبة، و أكثر من سفك الدماء، و كان إذا نام فى داره بالمسعى ضربت الجاندارية الطائفين بالمسعى بأطراف السيوف، لئلا يشوّشوا عليه و هو فى النوم من شدة سكره بالخمر.
ثم عاد إلى اليمن، و خرج منها بعد ما استخلف عليها نور الدين عمر بن على بن رسول الكردى [3] فى سنة اثنتين و عشرين، و قدم القاهرة بهدايا جليلة، و نزل بالقصر، و أقام حرمة وافرة، فخافته الأمراء و الأجناد، و خشوا سطوته.
ثم توجه إلى اليمن بعد ما أتاه التشريف الخليفى من بغداد، فأقام بها إلى أن بلغه أن أباه أخذ دمشق، فتاق إلى أخذها عوضا عن اليمن، و خرج بأمواله و أثقاله، فمات بمكة فى ثالث عشر جمادى الأولى سنة ست و عشرين و ستمائة، فدفن بالمعلاة.
و قام بأمر اليمن بعده نائبه عمر بن على بن رسول، و قد استوفيت أخباره فى «تاريخ مصر المقفى»، و إليه تنسب الدارهم المسعودية بمكة المشرفة.