responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 107

فقال: «و ما هن يا أمير المؤمنين؟» قال: «قعودك عن الصلاة فى مسجد رسول اللّه- (صلى اللّه عليه و سلم)- فى جماعة، فتصلى وحدك، و الثانية أنك لا تكلم أحدا فى الطريق تيها و عظمة، و الثالثة أنك رجل بخيل فيك ضيق شديد».

فقال: «يا أمير المؤمنين: أما الأولى فإنى أكره أن أصلى بصلاة الإمام، فما يدخل من فسادها أعظم عندى من تركى إياها لشغل، و إنى لا أدرك معهم ركوعا و لا سجودا، فأرى أن أصلى و حدى أفضل، و أما الثانية: «فإنى قاض، و لا يجوز أن أعطى من نفسى التسليم عليهم و الابتذال لنفسى، فيكون فى ذلك مفسدة للخصوم، و أما الثانية: فإنى لا أجمد و لا أذرب فى باطل».

قال: «خرجت منهن يا بن عمران؟! يا ربيع: ادفع إليه ثلاثة آلاف درهم».

قال: «يا أمير المؤمنين: بالباب مستعدون عليك يذكرون أن فى يدك حقا من دار كذا»، قال: «فأنصفهم منى»، قال: «وكّل و كيلا يقوم مقامك، أو أحضر معهم مجلس القضاء»، قال: «قد وكّلت الربيع»، قال: «أشهد على وكالتك إياه عيسى بن على، و العباس بن محمد [1] ففعل، ثم أخرج حدود الدار التى ينازعون فيها، و دعا بالربيع و خصمائه، و أحضر شهادته على الوكالة و أنفذها، ثم سأل القوم عن دعواهم و شهودهم، ثم قضى لهم عليه.

و استعدى أيضا الجمّالون على المنصور بالمدينة، فقال القاضى محمد بن عمران للشبلى: «اكتب إليه فى ذلك»، فأبى عليه، و قال: «تعفينى»، فقال: «لتكتبن»، فكتب، فلما استتم الكتاب و ختمه، قال له: «لا يمضى به سواك»، فمضى، و وافى إلى باب المنصور، و سلم الكتاب إلى الربيع، فأوصله إلى المنصور، فقرأه.

و عاد الشبلى إلى محمد بن عمران، فعرّفه أنه سلّم ما كتب إلى الربيع، فأوصله، فقرأه المنصور و أجاب إلى الحضور.

ثم خرج المنصور مؤتزرا ببردة، مرنديا بأخرى، و مشى إلى أن قارب مجلس محمد بن عمران، و وقعت عينه عليه- و الربيع بين يديه- فقال له: «يا ربيع، نفيت عن العباس، لئن تحرك محمد بن عمران عن مجلسه هيبة لى، و لا ولى ولاية أبدا»، ثم صار إلى محمد ابن عمران، فلما رأى المنصور و كان أطلق ردائه على عاتقه، ثم احتبى، و دعى بالخصوم فحكم لهم عليه، و أمره بإنصافهم.


[1] انظر: (تاريخ بغداد 1/ 95، 12، 124، تهذيب ابن عساكر 7/ 203، النجوم الزاهرة 2/ 120، الأعلام 3/ 264، 265).

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 107
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست