responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 104

يكسب فيها من شعب فى الجبل، ثم شقّ من البركة عينا تخرج إلى المسجد الحرام، تجرى فى قصب من رصاص، حتى أظهره من فوّارة تسكب فى فسقيّة من رخام بين زمزم و المقام، فلما جرت و ظهر ماؤها أمر القسرىّ بجزور فنحرت بمكة، و قسّمت بين الناس، و عمل طعاما دعى إليه الناس، ثم أمر صائحا فصاح: «الصلاة جامعة»، و أمر بالمنبر فوضع فى وجه الكعبة، ثم صعد فحمد اللّه و أثنى عليه، و قال: «أيها الناس:

احمدوا اللّه، و ادعوا لأمير المؤمنين الذى سقاكم الماء العذب الزلال النقاخ».

فكانت تفرغ تلك الفسقية فى سرب من رصاص يخرج إلى موضع وضوء كان عند باب الصفا، و فى بركة كانت فى السوق، و كان الناس لا يقفون على تلك الفسقيّة، و لا يكاد أحد يقربها، و كانوا على شرب ماء زمزم أحرص، و فيه أرغب، فصعد خالد المنبر، و أنّب الناس و أقذع فى كلامه.

فلم تزل البركة حتى هدمها داود بن على بن عبد اللّه بن عباس‌ [1] فى خلافة أبى العباس السفّاح و صرف العين إلى بركة بباب المسجد، و بقى السرب من الرصاص حتى قدم بشر الخادم من بغداد إلى مكة فى سنة ست و خمسين و مائتين فعمل القبة بجانب الشراب، و أخرج قصب خالد فجعلها فى سرب الفوّارة التى يخرج منها الماء إلى حياض زمزم، فتصب فى هذه البركة.

*** هشام بن عبد الملك بن مروان‌

استخلف بعد موت أخيه يزيد بن عبد الملك لليال بقين من شعبان سنة خمس و مائة، فقام فى الخلافة تسع عشرة سنة و تسعة أشهر و أحد و عشرين يوما، و قيل ثمانية أشهر و نصف.

و حجّ فيها مرة واحدة سنة ست و مائة، و كتب له أبو الزناد [2] سنن الحج، قال أبو الزناد: «لقيت هشاما، فإنى لفى الموكب إذ لقيه سعيد بن عبد اللّه بن الوليد بن عثمان، فسار إلى جنبه، فسمعته يقول له: يا أمير المؤمنين، إن اللّه لم يزل ينعم على أهل بيت أمير المؤمنين، و ينصر خليفته المظلوم، و لم يزالوا يلعنون فى هذه المواطن أبا تراب، فإنها مواطن صالحة، و أمير المؤمنين ينبغى له أن يلعنه فيها؛ فشق على هشام قوله، و قال: ما


[1] انظر: (تهذيب ابن عساكر 5/ 203، المحبر 23، ميزان الاعتدال 1/ 321، الطبرى 9/ 147، الأعلام 1/ 233).

[2] انظر: (تذكرة الحفاظ 1/ 126، تهذيب ابن عساكر 7/ 382، الأعلام 4/ 85، 86).

اسم الکتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين المؤلف : الفاسي، محمد بن أحمد    الجزء : 1  صفحة : 104
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست