responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 70

شأن المهدي، و خروجه في آخر الزمان» [1] . و قال في موضع آخر بعد ذلك: «و ما أورده أهل الحديث من أخبار المهدي قد استوفينا جميعه بمبلغ طاقتنا» . [2]

و أقول: إنّه قد فاته الشي‌ء الكثير، يتّضح ذلك بالرجوع إلى ما أثبته السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي عن الأئمة، بل إنّ ممّا فاته الحديث الذي ذكره ابن القيّم في المنار المنيف عن الحارث بن أبي أسامة، و قال: «إسناده جيد» ، و تقدّم ذكره بسنده، و حاصل ما قيل في رجاله‌ [3] .

الرابعة: أنّ ابن خلدون نفسه قد اعترف بسلامة بعض أحاديث المهدي من النقد، حيث قال بعد إيراد الأحاديث التي خرّجها الأئمة في شأن المهدي، و خروجه آخر الزمان: «و هي كما رأيت لم يخلص منها من النقد إلاّ القليل» [4] .

و أقول: إنّ القليل الذي يسلم من النقد يكفي للاحتجاج به، و يكون الكثير الذي لم يسلم عاضدا له و مقوّيا، على أنّه قد سلم الشي‌ء الكثير، كما تقدّم ذلك في حكاية كلام القاضي محمد بن علي الشوكاني، الذي حكى تواترها، و قال: «إنّ فيها خمسين حديثا، فيها الصحيح و الحسن و الضعيف المنجبر» [5] .

ثم إنّه في آخر البحث ذكر ما يفيد تردّده في أمر المهدي، و ذلك يفيد عدم ثبات رأيه، لكونه تكلّم فيه بما ليس باختصاصه.

هذه بعض الملاحظات على كلام ابن خلدون في شأن المهدي، و سأستوفي الكلام فيها مع ملاحظات أخرى عليه، في الرسالة التي أنا بصدد تأليفها في هذا


[1] . المصدر نفسه: 322.

[2] . المصدر نفسه: 327.

[3] . تقدّم عن المنار المنيف لابن القيّم، في الأمر السادس، في ذكر أحاديث المهدي الواردة في غير الصحيحين، برقم 5.

[4] . تاريخ ابن خلدون 1: 322.

[5] . تقدّم في الأمر الرابع، ذكر من حكى تواتر أحاديث المهدي، برقم 4.

اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست