responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 69

واضحة» و قال: «إنّ ابن خلدون لم يحسن قول المحدّثين: الجرح مقدّم على التعديل، و لو اطّلع على أقوالهم و فقهها ما قال شيئا ممّا قال» [1] .

الثانية: صدّر ابن خلدون الفصل الذي عقده في مقدّمته للمهدي بقوله: اعلم أنّ في المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار: أنّه لا بدّ في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيّد الدين، و يظهر العدل، و يتبعه المسلمون، و يستولي على الممالك الإسلامية، و يسمّى بالمهدي، و يكون خروج الدجّال و ما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، و أنّ عيسى ينزل من بعده فيقتل الدجّال، أو ينزل معه فيساعده على قتله، و يأتمّ بالمهدي في صلاته، و يحتجّون في هذا الشأن بأحاديث خرّجها الأئمة، و تكلّم فيها المنكرون لذلك، و ربّما عارضوها ببعض الأخبار [2] .

أقول: هذه الشهادة التي شهدها ابن خلدون، و هي أنّ اعتقاد خروج المهدي هو المشهور بين الكافّة من أهل الإسلام على ممرّ الأعصار، ألا يسعه في ذلك ما وسع الناس على ممرّ الأعصار، كما ذكر ابن خلدون نفسه؟و هل ذلك إلاّ شذوذ بعد معرفة أنّ الكافّة على خلافه؟و هل هؤلاء الكافّة اتّفقوا على الخطأ؟

و الأمر ليس اجتهاديا، و إنّما هو غيبي، لا يسوغ لأحد إثباته إلاّ بدليل من كتاب اللّه أو سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و الدليل معهم و هم أهل الاختصاص.

الثالثة: أنّه قال قبل إيراد الأحاديث: «و نحن الآن نذكر هنا الأحاديث الواردة في هذا الشأن‌ [3] . و قال في نهايتها: فهذه جملة الأحاديث التي خرّجها الأئمة في


[1] . مسند أحمد بن حنبل بتعليق الشيخ أحمد شاكر 3: 492 شرح الحديث رقم 3571 «لا تقوم السّاعة حتّى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي» .

[2] . تاريخ ابن خلدون 1: 311.

[3] . المصدر السابق.

اسم الکتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي المؤلف : السيوطي، جلال الدين    الجزء : 1  صفحة : 69
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست