و ثالثة إلى العباد فقال: «وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ»[1]، و قال: «وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ»[2]. و أنت إذا كنت ذا قلب متنوّر بنور فهم القرآن بعد تطهيره من أرجاس التعلّق إلى الطبيعة ف «إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ»[3]، لوجدت هذه اللطيفة في آيات لا يمسّها العامّة فهذا قوله تعالى: «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ»[4] قصّر جميع المحامد عليه تعالى و أرجع كلّ محمدة إليه، فلو لا أنّ كلّ كمال و جمال كمالُه و جماله بالذات و بحسب الحقيقة لم يكن وجه لصحّة هذا القصر. و لو أضفت إلى ذلك ما عند أهل المعرفة من أنّ قوله: «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ» متعلّق بقوله «الْحَمْدُ لِلَّهِ»[5][6] ترى أنّ المحامد من كلّ حامد إنّما يقع باسم اللَّه، فباسمه يكون كلّ حمد للَّه تعالى فهو الحامد و المحمود. هذه شمّةٌ من الآيات ذكرناها انموذجة لغير ما ذكر.