و الفرق بيننا و بينه: أنّ إيجادنا بالآلة و إيجاده بغيرها؛ فإنّ ذلك أيضاً ملازم للتصرّم و التغيّر في الصفات و الذات. و ما قرع سمعك من بعض أصحاب الحديث [1] اغتراراً بظواهر بعض الأحاديث من غير الغور إلى مغزاها- من كون إرادته تعالى حادثة مع الفعل، و من صفات الفعل ممّا يدفعه البرهان المتين، جلّ جنابه تعالى أن يكون في ذاته خلواً عن الإرادة التي هي من صفات الكمال للموجود بما أنّه موجود، و كونه كالطبائع في فعله الصادر من ذاته؛ للزوم التركيب في ذاته، و تصوّر ما هو الأكمل منه، تعالى قدسه.
شكٌّ و دفع: [في وحدة إرادة اللَّه و علمه]
ربّما يقال [2]: إنّ إرادته تعالى لا يمكن أن تكون عين علمه تعالى؛ فإنّه يعلم كلّ شيء، و لا يريد شرّاً و لا ظلماً و لا شيئاً من القبائح، فعلمه متعلّق بكلّ شيء دون إرادته، فعلمه غير إرادته،