اسم الکتاب : الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم المؤلف : النباطي، الشيخ علي الجزء : 1 صفحة : 136
القطب الرابع في الآيات المتضمنة للخوف و نحوه
مثل لا خَوْفٌ
عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُونَ ما عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ
إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ
اخْشَوْنِ ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقاراً يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ
مَأْواهُمْ جَهَنَّمُ[1] و غير ذلك من
الآيات المشتملة على الوعيد بالمخالفة.
وجه الاستدلال أن خروج
المكلف عن خوف الوعيد و السقوط في العذاب الشديد إنما يكون باختياره ما يوجب ذلك و
هو غير عالم بما يوجبه أو يسلبه من تلقاء نفسه و لا ممن يحكم في عقله بجواز معصيته
فلا ملجأ له في زوال الهم الفادح إلا بهداية من لا يفعل و لا يأمر إلا بصالح و ذلك
هو الإمام المعصوم الذي لا يصدق عليه اسم الظلوم
القطب الخامس الآيات
الناطقة بما يوجب الهلاك
مثل وَ لا
تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ
الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِكُمْ وَ لا تُفْسِدُوا فَلا تُوَلُّوهُمُ
الْأَدْبارَ و لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى وَ لا تَقْتُلُوا
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ وَ لا تَأْكُلُوا
أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَ لا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ[2] إلى غير ذلك
مما لا يخفى حقيقته و لا يعفى طريقه فنقول الكتاب و السنة مجملان في هذه و غيرها
فلا بد من طريق إلى معرفة المراد يقينا منها و مجتهدو الأمة غايتهم الظن و التبعيض
و لا يصلون إلا في قليل إلى العلم القطعي المانع من النقيض فلا بد من معصوم يجزم
العبد بصوابه فلا يخشى