اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 6 صفحة : 2406
ضحا
ضَحْوَةُ النهار بعد طلوع الشمس، ثم بعده الضُحَا، و هى حين تشرق الشمس، مقصورة تؤنّث و تذكر، فمن أنّث ذهبَ إلى أنها جمع ضَحْوَةٍ، و من ذكَّر ذهب إلى أنه اسم على فُعَلٍ، مثل صُرَدٍ و تُغَرٍ. و هو ظرفٌ غير متمكّن مثل سَحَرٍ؛ تقول: لقيته ضُحاً و ضُحَا، إذا أردت به ضُحَا يومِك لم تنوّنه. ثم بعده الضَحَاءُ ممدود مذكر، و هو عند ارتفاع النهار الأعلى. تقول منه: أقمت بالمكان حتّى أضحيت، كما تقول من الصباح:
أصبحت. و منه
قول عمر رضى اللّٰه عنه: يا عباد اللّٰهأَضْحُوا بصلاةالضُحَا
، يعنى لا تصلُّوها إلّا إلى ارتفاع الضُحَا.
و الضَّحَاءُ أيضا: الغَدَاء، و إنّما سمِّى بذلك لأنّه يؤكل فى الضَّحَاءِ. قال ذو الرمّة:
ترى الثَور يمشى ضَاحِياً من ضَحَائِهِ * * * بها مثل مَشْىِ الهِبْرِزِىِّ المُسَرْوَلِ
تقول منه: هم يَتَضَحَّونَ، أى يتغدَّون.
و ليلةٌ ضَحْيَاءُ: مضيئةٌ لا غيمَ فيها. و كذلك ليلةٌ إضْحِيَانَةٌ بالكسر.
و الْأَضْحَى من الخيل: الأشهب، و الأنثى ضَحْيَاءُ.
و الضَّحْيَاءُ: اسم فرس عمرو بن عامر بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة، و هو فارس الضَّحْيَاءِ.
قال الشاعر:
أَبِى فارسُ الضَّحْيَاءِ[1] يوم هَبَالَةٍ * * * إذا الخيلُ فى القَتْلَى من القوم تَعْثُرُ
و عامرٌ الضَّحْيَانُ: رجل من النمر بن قاسط [2]، سمِّى بذلك لأنّه كان يقعُد لقومه فى الضَّحَاءِ يَقضى بينهم.
و ضَاحِيَةُ كلِّ شىء: ناحيتُه البارزة. و يقال:
هم ينزلون الضَّوَاحِىَ.
و مكانٌ ضَاحٍ، أى بارز.
و القُلّة الضَّحْيَانَة فى قول تأبط شرًّا [3]، هى البارزة للشمس. و فى الحديث: «أنّ لناالضَّاحِيَةَ
[1] فى التكملة ص 1195: الرواية «فارسُ الحَوَّاءِ»، و هى فرس أبى ذى الرمة، و البيت لذى الرمة. و قوله و الضحياء فرس عمرو بن عامر صحيح، و الشاهد عليها بيت خداش بن زهير:
أَبِى فارسُ الضَّحْيَاءِ عمرو بن عامرٍ * * * أَبَى الذَمَّ و اختار الوفاءَ على الغَدْرِ