اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 5 صفحة : 1923
و كان بعضُهم يصوّب التَّدْوِيمَ فى الأرض و يقول: منه اشتُقَّت الدُّوَّامَةُ، بالضم و التشديد، و هى فَلْكَةٌ يرميها الصبىُّ بخيط فتُدَوِّمُ على الأرض، أى تدور.
و غيره يقول: إنَّما سُمِّيت الدُّوَّامَةُ من قولهم:
دَوَّمْتُ القِدْرَ، إذا سكّنتَ غليانَها بالماء؛ لأنَّها من سرعة دورانها كأنَّها قد سَكَنَتْ و هدأت.
و التَّدْوَامُ مثل التَّدْوِيم. و أنشد الأحمرُ فى نعت الخيل:
فَهُنَّ يَعْلُكْنَ حَدائِداتِها * * * جُنْحَ النَواصِى نحو أَلْوِياتِها
كالطَير تَبْقِى مُتَدَاوِماتِها
قوله «تَبْقِى» أى تنظرُ إليها أنت و ترقبها.
و قوله «مُتَدَاوِمَاتٍ» أَى مُدَوِّمَاتٍ دائراتٍ عائفاتٍ على شئ.
و قال بعضهم: تَدْوِيمَ الكلب: إمعانُه فى الهرب.
و المُدِيمُ: الرَاعِفُ
و الدَّوْمُ: شجرُ المُقْلِ. و الظلُّ الدَّوْمُ:
الدَّائِمُ.
و دُومَةُ الجَندَل: اسم حصنٍ. و أصحابُ اللغة يقولونه بضم الدال، و أصحاب الحديث يفتحونها.
و قول لبيدٍ يصف بنَات الدهر:
و أَعْصَفْنَ بالدُّوِمىِّ من رأس حِصْنِهِ * * * و أَنْزَلْنَ بالأسباب رَبَّ المُشَقَّرِ
يعنى أُكَيْدِرَ صاحبَ دُومَةِ الجندل.
و المُدَامَةُ و المُدَامُ: الخمرُ.
و اسْتَدَمْتُ الأمرَ، إذا تأنَّيت به. و قال قيس بن زهير:
فلا تَعْجَلْ بأمرك و اسْتَدِمْهُ * * * فما صَلَّى عصاك كمُسْتَدِيمِ
و إنِّى على لَيْلَى لَزَارٍ و إنَّنى * * * على ذاك فيما بيننا مُسْتَدِيمُها
أى منتظرٌ أن تُعْتِبَنِى بخير.
و المُدَاوَمَةُ على الأمر: المواظَبة عليه
و أما قولهم: مادَام، فمعناه الدَّوَامُ، لأنَّ ما اسمٌ موصول بدَام، و لا تستعمل إلَّا ظرفاً كما تستعمل المصادر ظروفاً، تقول: لا أجلس ما دمتَ قائماً، أى دَوَامَ قيامِك، كما تقول:
ورد فى مَقْدَمِ الحاجّ.
و الدُوَدِمُ [2]، على وزن الهُدَبِد: شبه الدم يخرُج من السَمُرَةِ، و هو الحُذَالُ. يقال: حاضت السمرة، إذا خرج منها ذلك.