سمعت هشاماً المكفوفَ يقول لأبى عمرو: إن الأصمعىَّ يقول السُّوَافُ بالضم. يقول: الأدواءُ كلُّها تجئ بالضم، نحو النُحَازِ و الدُكَاعِ و القُلَابِ و الخُمَالِ. فقال أبو عمرو: لا هو السَّوَافُ بالفتح. و كذلك قال عُمَارَةُ بن عَقِيلٍ بن بلال ابن جرير.
قال سيبويه: سَوْفَ كلمةُ تنفيس فيما لم يكن بعدُ. ألَا ترى أنَّك تقول سَوَّفْتُهُ إذا قلت له مرّة بعد مرّة: سَوْفَ أفعل. و لا يفصل بينها و بين الفعل، لأنها بمنزلة السين فى سَيَفْعَلُ.
و قولهم: فلانٌ يقتاتُ السَّوْفَ، أى يعيش بالأمانى
و التَّسْوِيفُ: المَطْلُ.
و سَافَ يَسُوفُ، أى هَلَك.
و أَسَافَ الرجلُ، أى هلكَ مالُه. يقال:
أَسَافَ حتّى ما يشتكى السَّوَافَ. هذا إذا تعوَّد الحوادث. و منه قول الشاعر [2]:
فيا لهما من مُرْسَلَيْنِ بحاجةٍ * * * أَسَافَا من المالِ التِلَادِ و أَعْدَمَا
[1] السَلِبُ: الطويلُ. و السُلُبُ: المسلوب قشوره، و بهما فسّر.