قال أبو عبيد: يقال القُدَّامُ: القادمون من سفر، و يقال الملكُ، و يقال كلُّ جَزُورٍ جزرْتَها للضيافة فهي نَقِيعَةٌ. يقال نَقَعْتُ النَّقِيعَةَ، و أَنْقَعْتُ، و انْتَقَعْتُ، أي نَحَرْتُ. و في كلام العرب إذا لقىَ الرجلُ منهم قوماً يقول: «مِيلُوا يُنْتَقَعْ لكم»، أى يُجْزَرْ لكم، كأنَّه يدعوهم إلى دعوته.
و يقال: الناس نقَائِعُ الموت، أي يجزِرهم كما يجزر الجزَّار النَّقِيعَة. و حكى أبو عمرو عن السُلَمى: النَّقِيعَةُ: طعام الرجل ليلةَ يُمْلِكُ.
و نَقَعْتُ بالماء: رَوِيتُ. يقال: شرب حتَّى نَقَعَ، أي شفَى غليلَه.
و ماءٌ ناقِعٌ، و هو كالناجع. و ما رأيتُ شَربةً أَنقَعَ منها و منه.
و ما نَقَعْتُ بخبرِ فلان نُقُوعاً، أي ما عُجْتُ بكلامه و لم أصدِّقْه.
قال الأصمعى: نَقَعْتُ بالخبر و بالشراب، إذا اشتفيتَ منه.
و نَقَعَ الماءُ في الموضع و اسْتَنْقَعَ، و أَنْقَعَنِي الماءُ، أي أروانى. و في المثل: «حَتَّامَ تكرَع الماء و لا تَنْقَعُ».
و أَنْقَعْتُ الشيءَ في الماء. و يقال طال إنْقَاعُ الماءِ و اسْتِنْقَاعُهُ حتّى اصفرَّ.
و حكى أبو عبيد: أَنْقَعْتُ له شرًّا. و هو استعارة.
و سمٌّ مُنْقَعٌ، أي مُرَبًّى. قال الشاعر:
* فيها ذَرَارِيحُ و سُمٌّ مُنْقَعُ*
يعنى في كأس الموت.
و حكى الفراء: نَقَعَ الصارِخُ بصوته و أَنْقَعَ صوتَه، إذا تَابَعَهُ. و منه
قول عمر رضى اللّٰه عنه:
«ما لم يَكُنْنَقْعٌ و لا لَقْلَقَةٌ».
و انْتَقَعَ القومُ نَقِيعَةً، أي ذبَحوا من الغنيمة شيئاً قبل القَسْمِ.
[1] قال ابن برى: صواب إنشاده: «و نَصِىُّ بَاعِجَةً» بالباء. قال أبو هشام: الباعجة هى الوعساء ذات الرِمْثِ و الحَمْضِ، و قيل هى السهلة المستوية تُنْبِتُ الرِمْثَ و البقل، و أطايبَ العُشبِ، و قيل هى مُتَّسَعُ الوادى.