اسم الکتاب : الصحاح تاج اللغة و صحاح العربية المؤلف : الجوهري، أبو نصر الجزء : 3 صفحة : 1210
و ذَرَعَهُ القيء، أى سبَقَه و غلبه.
و تقول: أبطرتُ فلاناً ذَرْعَهُ، أى كلفته أكثر من طَوقه. و يقال ضِقْتُ بالأمر ذَرْعاً، إذا لم تُطِقْهُ و لم تَقْوَ عليه. و أصلُ الذَّرْعِ إنَّما هو بسطُ اليدِ، فكأنَّك تريد: مددت يدى إليه فلم تَنلْه. و ربَّما قالوا: ضقتُ به ذِرَاعاً. قال حُميد ابن ثور يصف ذئباً:
و إنْ بات وَحْشاً ليلةً لم يضق بها * * * ذِرَاعاً و لم يصبح لها و هو خَاشِعُ
و قولهم: اقْصِدْ بذَرْعِكَ، أى اربَعْ على نفسك.
و قولهم: الثوبُ سَبْعٌ فى ثمانيةٍ، إنما قالوا سَبْعٌ لأن الأَذْرُعَ مؤنَّثة.
قال سيبويه: الذِّرَاعُ مؤنثة، و جمعها أَذْرُعٌ لا غير. و إنَّما قالوا ثمانية لأنَّ الأشبار مذكَّرة.
و الذِّرَاعُ: الزِقُّ الصَغير يُسْلَخُ من قِبَلِ الذِّرَاعِ و الجمع ذَوَارِعُ، و هى للشراب.
و ذَرَّعَهُ تَذْرِيعاً، أى خَنَقه. و التَّذْرِيعُ فى المشى: تحريك الذِرَاعَيْنِ. و يقال أيضاً للبَشِيرِ إذا أومى بيده: قد ذَرَّعَ البشيرُ.
و ثورٌ مُذَرَّعٌ، إذا كان فى أَكَارِعِهِ لُمَعٌ سودٌ.
و الذَّرَعُ بالتحريك: الطَمَعُ. و منه قول الراجز:
* و قد يقود الذَّرَعُ الوَحْشِيَّا*
و الذَّرَعُ أيضاً: ولد البقَرة الوحشية. تقول منه: أَذْرَعَتِ البقرةُ فهى مُذْرِعٌ.
و الإذْرَاعُ أيضاً: كثرةُ الكلام و الإفراطُ فيه، و كذلك التَّذَرُّعُ. و أرى أصلَه من مدِّ الذِّرَاعِ، لأنَّ المكثِر قد يفعل ذلك.
و المُذَرِّعُ بكسر الراء مشددة: المطرُ الذى يرسَخ فى الأرض قدرَ ذِرَاعٍ. و المُذَرَّعُ: الذى أمُّه أشرف من أبيه، هذا بفتح الراء. و يقال إنَّما سُمِّىَ مُذَرَّعاً بالرَقْمَتَيْنِ فى ذِرَاعِ البغل، لأنَّهما أتياه من ناحية الحمار.
و المَذَارِعُ: المَزَالِفُ، و هى البلاد بين الرِيف و البَرِّ، الواحدُ مِذْرَاعٌ.
و يقال للنخيل التى تقرب من البيوت:
مَذَارِعُ.
و مَذَارِعُ الدابةِ: قوائمُها. قال الأخطل:
و بالهَدَايا إذا احْمَرَّتْ مَذَارِعُها * * * فى يوم ذَبْحٍ و تَشْرِيقٍ وَ تَنْحارِ