الصلاة خير من النوم، كما ذكر ذلك الحلبي في سيرته، ج 2 ص 105 نقلا عن موطأ الامام مالك؛ و البداية و النهاية ج 3 ص 23؛ و صحيح مسلم ج 2 ص 3؛ و مسند احمد ج 3 ص 408.

و من الاحكام التي طالها التغيير مسألة الطلاق. فقد ذكر مسلم في صحيحه ج 4 ص 183-184 و آخرون، انّ الرجل كان في عهد رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله و سلم) و عهد ابي بكر و ثلاث سنين من خلافة عمر، اذا طلق زوجته في مجلس واحد ثلاث طلقات، بأن يقول لها ثلاثا: «أنت طالق» أو يقول: «أنت طالق ثلاثا» فإنّ الحصيلة لا تكون الاّ طلاقا واحدا. بيد انّ عمر عدّ ذلك ثلاثة طلاقات.

ظلّت الشيعة الامامية تعتقد منذ صدر الاسلام و حتى العصر الحاضر، ان الطلاق ثلاثا في المجلس الواحد، هو بمثابة طلاق واحد فحسب. و من حسن الحظ ان يصرح قبل عدّة سنوات، الاستاذ الشيخ محمد شلتوت، رئيس جامعة الازهر في وقته و من مؤسسي دار التقريب بين المذاهب الاسلامية، بأنّ فقه الشيعة الامامية يتقدم على ما سواه في هذه المسألة، و في مسائل كثيرة اخرى، كما ذكر ذلك في لقاء صحفي مطوّل مع مراسلي صحيفتي «المساء» و «الشعب» اليوميتين.

135

(يلاحظ نصّ اللقاء الصحفي في العدد الاول من مجلة «رسالة الاسلام» السنة الحادية عشرة) .

ما ذكرناه لا يعدو أمثلة و حسب، و الاّ فإن اجتهادات عمر تفوق هذه الامثلة،

[135] «المساء» بتاريخ 17/1/1959 م، و «الشعب» بتأريخ 5/2/1959 م، مطبعة القاهرة.